ألغت محكمة التحكيم، أعلى سلطة قضائية رياضية، الأربعاء، قرار الكونفدرالية الإفريقية إعادة إياب نهائي دوري الأبطال المليء بالأحداث بين الترجي التونسي وضيفه الوداد البيضاوي المغربي، رامية الكرة في ملعب الاتحاد القاري.بعد شهرين من النهائي الملتهب في ملعب رادس، لازال الارتباك سيد الموقف. يتعين الانتظار لمعرفة نتائج هذه القصة الغريبة التي تسمم صورة الكرة الإفريقية.
في 31 مايو، انسحب الوداد البيضاوي من مباراة إياب النهائي وترك أرض ملعب رادس بعد خلاف حول تقنية المساعدة بالفيديو (في إيه آر) التي لم تعمل.
وتوقفت المباراة في الدقيقة 59 إثر احتجاج الوداد على إلغاء هدف عادل به تقدم الترجي في الشوط الأول عبر الجزائري يوسف البلايلي، ومطالبة لاعبيه بالرجوع إلى تقنية الفيديو التي تبين أنها غير مهيأة.
وامتد التوقف نحو 90 دقيقة، شهدت احتكاكا وجيزا بين اللاعبين، ورشقا لأرض الملعب بقوارير المياه من المشجعين، ونزول رئيس الاتحاد القاري الملغاشي أحمد أحمد للتشاور مع مسؤولي الناديين، قبل اتخاذ قرار إنهاء المباراة وفوز الترجي باللقب بعد تعادله ذهابا 1-1 في الرباط.
لكن الاتحاد القاري عاد في 5 يونيو بعد اجتماع طارئ للجنته التنفيذية في باريس عن قرار احتساب الترجي فائزا، وقرر إعادة مباراة الإياب على أرض محايدة، معتبرا أن “شروط اللعب والأمن لم تكن متوفرة..ما حال دون اكتمال المباراة”.
وأثار قرار إعادة المباراة انتقادات من الجانبين التونسي والمغربي، ومطالبة كل منهما باعتباره فائزا، فرفعت القضية إلى محكمة التحكيم الرياضي.
واعتبرت المحكمة، الأربعاء، أن اللجنة التنفيذية للاتحاد القاري للعبة لم تكن “الجهة المختصة” لاتخاذ هذا القرار، مشيرة إلى أن “الأجهزة المختصة في الاتحاد الإفريقي” يتعين عليها النظر في الأحداث التي رافقت مباراة الإياب، “واتخاذ أي إجراء تأديبي مناسب إذا لزم الأمر، وبالتالي اتخاذ القرار في ما يتعلق بإعادة المباراة من عدمها”.
وهذا يعني إما أن يعاقب الاتحاد الإفريقي أحد الناديين ويعلنه خاسرا في المباراة، ليتم تسوية مصير النهائي، وإما يلجأ داخليا إلى الجهة المختصة لتقرير إعادة المباراة.
وأكدت المحكمة أن مطالب النادي المغربي (إعلانه بطلا والحصول على مكافآت مالية بقمية 2.5 ملايين دولار أميركي) رفضت، في حين سيتم النظر في مطالب الترجي (إعلانه بطلا وحصوله على المكافأة المالية واحتفاظه بالميداليات) في وقت لاحق.
وعلق أمين عام المحكمة، ماتيو ريب، لوكالة فرانس برس: “وجدت محكمة التحكيم أن اللجنة التنفيذية في الاتحاد الإفريقي نظرت في قضية لم تكن من مسؤوليتها”، دون دراسة جميع الخيارات الممكنة. وبهذا القرار “أعادت المحكمة الملف إلى الاتحاد الإفريقي لمحاولة إعادة ترتيب الأمور”.
ونشر الترجي في حسابه الرسمي على موقع “فيسبوك” توضيحا اعتبر فيه إن قرار المحكمة الرياضية “يعني عودة الأمور إلى ما قبل هذا القرار الذي اتخذه المكتب التنفيذي في العاصمة الفرنسية باريس. العودة إلى ما قبل هذا القرار هو أن الترجي الرياضي التونسي بطل إفريقيا لسنة 2019”.
وتابع النادي: “رفض هذا القرار شكلا من قبل المحكمة الرياضية الدولية يعني عدم النظر في محتوى الملف أساسا، وهو السبب الذي جعلها تعيده إلى اللجنة المعنية والمختصة في الاتحاد الإفريقي للبت في القضية”؛ لكنه ختم: “كما رفضت المحكمة الرياضية الدولية – وهذا هام جدا – كل الطلبات التي تقدم بها فريق الوداد مقابل النظر في طلبات الترجي الرياضي التونسي والبت فيها قريبا خلال الجلسة الختامية، بما أن الملف لازال محل نظر ومتابعة من قبل المحكمة الرياضية الدولية”.
من جهته، قال رئيس الوداد، سعيد الناصيري، لفرانس برس:
1
2
3