1
2
3
تمكنت المخرجة المغربية زينب واكريم من تحقيق حضور بارز في الساحة السينمائية من خلال عملها المميز “أيور” (القمر). هذا الفيلم القصير الذي حصد عدة جوائز دولية، يعكس مهارات واكريم الفنية وقدرتها على تقديم قصص إنسانية بلمسة مؤثرة، جعلتها محط أنظار النقاد والجمهور على حد سواء.
في الدورة الثانية لمهرجان الغردقة لسينما الشباب، تألقت المشاركة المغربية بحصولها على ثلاث جوائز رئيسية ضمن المسابقات الرسمية. وكان فيلم “أيور” لزينب واكريم هو أحد الأعمال التي نالت إشادة كبيرة، حيث حصد الجائزة الذهبية للفيلم القصير. تميز الفيلم بتناوله قصة إنسانية مؤثرة لطفلين يعانيان من الحساسية الشديدة من أشعة الشمس، وهي حالة معروفة ب “أطفال القمر”. وقد تمكنت واكريم من نقل معاناة الطفلين بصورة إنسانية وعميقة.
يقدم “أيور” قصة تتناول معاناة طفلين ينتميان إلى عائلتين مختلفتين، إلا أن حالتهما الصحية المشتركة تجعل منهما شريكين في مواجهة تحديات الحياة اليومية. يعكس الفيلم كيف يمكن للإنسانية أن تتجلى في أبسط العلاقات، وكيف يمكن للتضامن والصداقة أن يخففا من معاناة الآخرين. ونجحت زينب واكريم في تقديم هذه القصة بأسلوب بصري وجمالي متميز، مما جعل الفيلم يحظى بتقدير لجنة التحكيم والجمهور.
لم يكن تتويج فيلم “أيور” بالجائزة الذهبية في مهرجان الغردقة هو الإنجاز الوحيد لزينب واكريم، فقد حقق الفيلم نجاحا آخر في مسابقة مدارس السينما (سينيفيل) للأفلام القصيرة ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي لعام 2023. تمكن الفيلم من الفوز بالجائزة الثالثة بعد تنافسه مع ما يقرب من ألفي مشروع فني من مختلف مدارس السينما العالمية. ومثلت واكريم، التي تخرجت من المدرسة العليا للفنون البصرية في مراكش، السينما المغربية في هذا المحفل الدولي المرموق.
تتميز أعمال زينب واكريم بعمقها الإنساني، حيث تركز على قضايا اجتماعية وصحية حساسة، مستخدمة في ذلك أسلوبا سينمائيا يمزج بين البساطة والجمالية. تجسد في أفلامها شغفها بالسينما ورغبتها في توصيل رسائل هادفة إلى الجمهور، معبرة عن تجارب إنسانية واقعية تؤثر في المتلقي.
يعد نجاح زينب واكريم في المهرجانات الدولية دليلا على التطور المستمر للسينما المغربية، لا سيما أن المخرجة الشابة استطاعت أن تلفت الأنظار بأعمالها المبتكرة والمختلفة. إن فيلم “أيور” يمثل مثالا حيا على القدرة الإبداعية للشباب المغربي في تقديم قصص مؤثرة على المستوى الإنساني والسينمائي.
من الواضح أن زينب واكريم تسير بخطى ثابتة نحو مستقبل واعد في عالم السينما. بفضل أعمالها المتميزة ورؤيتها الفنية المتفردة، ستظل تحتل مكانة مهمة في الساحة السينمائية المغربية والدولية، خاصة وأنها تسعى دائما لتقديم قصص جديدة تحمل رسائل إنسانية قوية.