1
2
3
افتتح في رواق محمد اليوسفي، التابع لدار الشباب حسنونة بطنجة، معرض فني تحت عنوان “باب المغاربة”، مساء يوم السبت. جمع المعرض أعمال مجموعة من الفنانين التشكيليين الشباب، الذين قدموا إبداعاتهم بحضور نخبة من النقاد وعشاق الفن التشكيلي.
استكشاف الحياة اليومية من خلال الفن الواقعي:
يضم المعرض أعمال 20 فنانا وفنانة من رواد المدرسة الواقعية، معبرين عن تجاربهم الفنية عبر أكثر من 50 لوحة. تبرز هذه الأعمال تفاصيل من الحياة اليومية، بدءا من تقاسيم الوجوه وملامح الناس، إلى انعكاسات المشاعر والأفكار التي تعبر عن الهوية الثقافية المغربية. المعرض يستمر إلى غاية 6 أكتوبر، ويتيح للزوار فرصة الانغماس في أجواء تجمع بين الفضاءات والوجوه التي تعكس عمق التراث المغربي المتنوع.
اللوحات كمرايا للتراث والهوية:
الفنانة التشكيلية جنان السحباني، إحدى المشاركات في المعرض، ركزت في أعمالها على البورتريه لمناقشة قضايا إنسانية من خلال لوحات مثل “دموع العنب” التي ترمز للتضامن مع القضية الفلسطينية، وأخرى تصور جلالة الملك محمد السادس، بما تحمله من رمزية وطنية. السحباني أشارت إلى أن هدفها من خلال الفن الواقعي هو إيصال المشاعر الإنسانية المتنوعة، والتي تعد جوهر التعبير الفني.
الفن التشكيلي كنافذة على التراث الثقافي:
الفنانة إلهام القريشي أكدت على الحضور الواضح للتراث والحضارة المغربية في الأعمال الفنية المعروضة. واعتبرت أن البيئة المجتمعية الغنية بالتقاليد والعادات تشكل مصدر الإلهام الأساسي للفنانين المغاربة، وأن لوحاتهم هي انعكاس لهذا التراث الذي يمثل جزءا لا يتجزأ من الهوية الوطنية.
قراءة نقدية: التنوع الفني في خدمة التراث:
الناقدة رانية النتيفي سلطت الضوء على التنوع الكبير في الأساليب الفنية التي يعرضها المعرض، مشيرة إلى أن اللوحات تقدم بورتريهات لشخصيات حقيقية وأخرى متخيلة، كما تعكس التراث المغربي من خلال الملابس التقليدية والمعمار المغربي الأصيل. ترى النتيفي أن المعرض يقدم تجربة ثرية لمن يبحث عن أشكال فنية تعكس عمق الثقافة المغربية والعربية.
حوار جمالي بين الفنانين والجمهور:
المعرض لم يكن مجرد مساحة لعرض اللوحات، بل كان فرصة لخلق حوار جمالي بين الفنانين والجمهور. العديد من الزوار عبروا عن إعجابهم بالأعمال المعروضة، مشيرين إلى أن اللوحات عكست إبداع الفنانين وقدرتهم على الحفاظ على الهوية الوطنية في أعمالهم، مما يعزز التواصل بين الفن التشكيلي المغربي وجمهوره.
بهذا الأسلوب، قدم المعرض لوحة فنية متكاملة تسلط الضوء على التراث المغربي الغني وتعزز مكانة الفن التشكيلي كأداة للتعبير عن الهوية والمشاعر الإنسانية.