تعتبر منى فتو واحدة من أبرز الممثلات المغربيات في الساحة الفنية، حيث تميزت بموهبتها وقدرتها على أداء مجموعة متنوعة من الأدوار. ولدت في 28 نوفمبر 1970 في مدينة الرباط، عاصمة المغرب، حيث تحمل في جذورها مزيجا ثقافيا غنيا، إذ يعود أصل والدها إلى منطقة تافيلالت، بينما تنتمي والدتها إلى منطقة أرزو. وبفضل هذا التنوع، استطاعت منى فتو أن تكتسب قدرات لغوية مميزة، حيث تتحدث بعدة لغات منها الفرنسية والإنجليزية والمصرية، بجانب لغتها الأم، العربية. إضافة إلى ذلك، تعتبر منى فتو محترفة في فنون الرقص الشرقي، وهو ما ساهم في إضفاء بعد خاص على شخصيتها الفنية.
1
2
3
بداية مشوارها الفني
ظهرت مواهب منى فتو الفنية منذ الصغر، حيث كانت تشارك في الفعاليات المسرحية الخاصة بالأطفال أثناء المرحلة الابتدائية. وكان حبها للرقص الشرقي يشكل جزءا من حياتها الفنية المبكرة، مما دفعها لتلقي دروس خاصة في هذا المجال. ولقد كانت لديها أيضا اهتمامات قوية بالمسرح، بدأت تتشكل عندما بلغت السابعة عشر من عمرها. ففي مصادفة غير متوقعة، تعرضت بطلة إحدى المسرحيات، رجاء المهدي، لكسر في ساقها، مما أتاح الفرصة لفتو لتولي الدور الرئيسي في المسرحية. كانت هذه الخطوة بداية انطلاقها في عالم الفن.
ومع أن منى فتو لم تكمل دراستها الثانوية، إذ توقفت قبل الحصول على البكالوريا، إلا أنها التحقت بمدرسة حرة لتعلم الفصالة والخياطة، حيث حصلت على شهادة كمصممة أزياء. هذا التوجه الفني المتنوع منحها القدرة على فهم الجوانب المختلفة للفن، مما ساعدها في مسيرتها كممثلة.
المسيرة الفنية
استطاعت منى فتو أن تترك بصمة واضحة في مجال الفن، حيث مثلت في العديد من الأفلام والمسرحيات والمسلسلات التلفزيونية، مما جعلها تتصدر قائمة الممثلات الأكثر شهرة في المغرب.
الأعمال التلفزيونية
قدمت منى فتو مجموعة من المسلسلات الناجحة التي لاقت استحسان الجمهور، ومن أبرز هذه الأعمال:
جنان الكرمة (2001): مسلسل أثبت فيه موهبتها، حيث تناولت فيه قصة اجتماعية مؤثرة.
رحيمو (2007): عمل كوميدي استطاعت من خلاله أن تظهر جانبها المرح.
كوميدي ياك حنا جيران (2010) وكوميدي ديما جيران (2011): هما من المسلسلات الكوميدية التي حققت شهرة واسعة في المغرب.
الدنيا الدوارة (2019): مسلسل جسد فيه المجتمع المغربي بشكل واقعي.
بنات العساس (2021): عمل سلط الضوء على قضايا النساء في المجتمع.
الأعمال السينمائية
كما شاركت في مجموعة من الأفلام السينمائية التي تركت أثرا كبيرا، منها:
حب في الدار البيضاء (1991): فيلم يعكس قصة رومانسية في قلب المدينة.
البحث عن زوج امرأتي (1995): يعكس قضايا اجتماعية بطريقة فكاهية.
نساء ونساء (1998): فيلم تناول قضايا المرأة بأسلوب جديد.
عطش (2002) وجوهرة بنت الحبس (2003): كانتا من الأعمال التي أثبتت مكانتها في السينما المغربية.
وليلي (2017): عمل سينمائي عرض في العديد من المهرجانات وأثار إعجاب النقاد.
حياتها الشخصية وزواجها
تزوجت منى فتو من المخرج سعد الشرايبي في عام 1998، الذي كان يكبرها بأكثر من 18 عاما. أنجبت منه ابنها بن سالم، الذي أصبح محور اهتمامها بعد انفصالهما بعد 7 سنوات من الزواج. بعد الطلاق، كتب سعد الشرايبي كتابه المعروف “الوجه الخفي”، الذي تناول فيه جوانب من حياته الزوجية مع منى فتو، مما أثار استياءها بسبب ما تضمنه الكتاب من تفاصيل عن حياتهما الخاصة. ورغم الصعوبات التي واجهتها بعد الانفصال، ظلت منى تحرص على تربية ابنها وتوجيهه، حيث كرست معظم وقتها وجهودها لضمان مستقبله.
تعتبر منى فتو اليوم رمزا من رموز الفن المغربي، حيث استطاعت أن تدمج بين الترفيه والفن الهادف. إن أعمالها الفنية المتنوعة، سواء في السينما أو التلفزيون، تركت أثرا كبيرا على الجمهور المغربي، حيث تسلط الضوء على القضايا الاجتماعية والثقافية بشكل يعكس حياة الناس اليومية. بفضل موهبتها والتزامها، تمكنت من أن تصبح جزءا من تاريخ الفن المغربي، وتستمر في التأثير على الأجيال القادمة.
منى فتو هي مثال للمرأة القوية التي تملك شغفا للفن وموهبة غير محدودة. تجسد قصتها رحلة ملهمة من النجاح والمثابرة، مما يجعلها نموذجا يحتذى به في المجتمع المغربي. بفضل تضحياتها وإنجازاتها، ستظل منى فتو واحدة من أبرز الأسماء في الفن المغربي، حيث تواصل إلهام العديد من الفنانين الشباب لتحدي الصعوبات ومتابعة أحلامهم.