تعتبر حرفة السراجة المغربية من الفنون التقليدية العريقة التي تجسد التراث الثقافي والحرفي للمغرب، وقد بدأت هذه الحرفة في القرون الوسطى في مدينة فاس. تمثل السراجة واحدة من أبرز الحرف اليدوية التي تعكس الإبداع والمهارة في استخدام مجموعة متنوعة من المواد والتقنيات، مما يجعلها جزءا لا يتجزأ من الهوية الثقافية المغربية.
1
2
3
تاريخ السراجة وأصولها:
تعود أصول حرفة السراجة إلى القرون الوسطى، حيث ازدهرت في مدينة فاس، التي تعتبر مركزا حضاريا وثقافيا هاما. في تلك الفترة، كانت السروج تستخدم بشكل أساسي في تنقلات الناس وحركتهم، حيث كانت تصنع لتناسب مختلف أنواع الحيوانات، مما يبرز أهمية هذه الحرفة في الحياة اليومية للناس.
تقنيات صناعة السروج:
تقتضي حرفة صناعة السروج المغربية تضافر مجموعة من الحرف المختلفة، مثل النجارة والحدادة والصفارة والدباغة والطرازة. هذه التقنيات تتطلب دقة ومهارة عالية، حيث يبدأ الصانع بتحديد التصميم المطلوب، ثم يقوم بعملية قطع الخشب وصناعة الهيكل الأساسي للسروج. بعد ذلك، يتم استخدام المعادن لتدعيم الهيكل وتجميله، بالإضافة إلى استخدام الجلد الطبيعي الذي يعالج عبر عملية الدباغة ليكون مناسبا للاستخدام.
الزخرفة والتفاصيل الفنية:
تعتبر الزخرفة من العناصر الأساسية في السروج المغربية، حيث يتم تزيينها بالتطريزات اليدوية التي تعكس الفنون التقليدية. يستخدم في هذه الزخارف ألوان زاهية وتصاميم معقدة، مما يضفي جمالية على السروج ويعكس مهارات الحرفيين في فنون الطرز. هذا التوجه الفني يضمن أن كل سرج يحمل طابعا فريدا يعبر عن الثقافة المحلية.
الفعالية الثقافية في أبوظبي:
في إطار الحفاظ على التراث الثقافي المغربي، تعقد فعاليات “المغرب في أبوظبي”، التي تستمر في أجواء تراثية أخوية، مما يتيح للزوار فرصة اكتشاف الحرف التقليدية، بما في ذلك حرفة السراجة. تنوعت أنشطة الفعالية ما بين الثقافية والفنية والتاريخية، حيث تضمن عرض مجموعة من التحف والآثار القديمة التي تعكس التاريخ الغني للمغرب.
أثر الفعاليات على الذاكرة الثقافية:
تسهم هذه الفعاليات في تنشيط الذاكرة الثقافية للمغاربة والمهتمين بالثقافة المغربية، حيث تترك أثرا طيبا في نفوس الزوار وتثري خيالهم ومخزونهم المعرفي. كما تعتبر منصة لتعريف الأجيال الجديدة بأهمية التراث والحرف التقليدية، مما يسهم في الحفاظ عليها للأجيال القادمة.
تظل حرفة السراجة المغربية رمزا للتراث الغني والمهارة الحرفية، وتعتبر جزءا لا يتجزأ من الثقافة المغربية. من خلال الفعاليات الثقافية مثل “المغرب في أبوظبي”، يمكن استمرارية هذه الحرفة وتعزيز الوعي حولها، مما يعزز مكانة المغرب في الساحة العالمية كوجهة ثقافية غنية. إن الحفاظ على السراجة هو حفاظ على تاريخ وثقافة تعكس هوية الشعب المغربي وتراثه العريق.