1
2
3
تعتبر مجموعة “ناس الغيوان” واحدة من أبرز الظواهر الفنية التي أسهمت في تشكيل الهوية الموسيقية المغربية، حيث امتد عطاءها الفني لأكثر من خمسين عاما. يبرز عمر السيد، أحد أعضاء المجموعة، أهمية الصدق والتفاني والالتزام كعوامل رئيسية وراء استمرار هذه الظاهرة. لقد تمكنت المجموعة من جذب جماهير متنوعة، حيث يحرص الكبار في السن على حضور الحفلات لاستعادة ذكرياتهم، بينما يتوافد الشباب لاكتشاف التراث الفني الذي نشأت عليه الأجيال السابقة. هذا التنوع في الجمهور يظهر النجاح المستمر للمجموعة وأثرها العميق في الحياة الثقافية، إلى جانب مجموعات أخرى مثل جيل جيلالة والمشاهب والسهام وتكادة.
يتحدث عمر السيد عن علاقة الصداقة التي تجمعهم بنجم الراي الجزائري الشاب خالد، والتي بدأت منذ بداية الثمانينيات. ويشير إلى أن هذه العلاقة تتجاوز كونها مجرد تعاون فني، بل أصبحت أشبه بالعائلة. كما يعبر عن إمكانية العمل سويا في مشاريع فنية مستقبلية. يضيف السيد بأن الفن يجب أن يكون بعيدا عن التجاذبات السياسية، حيث أن الالتزام الحقيقي يكون بالفن نفسه، ويعتبر أن من يربط الفن بالسياسة لديه دوافع خاصة قد تكون غير واضحة.
مؤخرا، شاركت مجموعة “ناس الغيوان” في مهرجان “فان” الذي أقيم في الدار البيضاء، حيث أدت عرضا مميزا مع الشاب خالد. هذا المهرجان أتاح لهم فرصة التعبير عن فنهم الأصيل أمام جمهور متنوع، مجسدين بذلك روح التعاون والمحبة بين الفنون المختلفة. تظهر هذه المشاركة استمرار تأثير المجموعة على المشهد الموسيقي المغربي وتعكس روح الإبداع والتجديد.
تتميز مجموعة “ناس الغيوان” بأسلوبها الفريد الذي يجمع بين الموسيقى الشعبية المغربية وتأثيرات أخرى، حيث تتناول أغانيها موضوعات اجتماعية وسياسية وقضايا الهوية. لقد تركت المجموعة أثرا عميقا على الأجيال اللاحقة من الفنانين والموسيقيين، وأسهمت في تشكيل مشهد موسيقي جديد يجمع بين الغناء التقليدي والحديث. إن أسلوبهم المبتكر يعكس روح العصر وتطلعات المجتمع المغربي، مما يجعلهم جزء لا يتجزأ من تاريخ الفن في البلاد.
بشكل عام، تعتبر تجربة “ناس الغيوان” أكثر من مجرد مجموعة موسيقية، بل هي قصة نجاح فني واجتماعي تعبر عن تطلعات وآمال الشعب المغربي، مما يضمن استمرار إرثهم الفني في الذاكرة الجماعية.