في السنوات الأخيرة، شهدت الساحة الفنية والإعلامية في المغرب تغيرات ملحوظة، حيث أصبح مفهوم التلفزيون يعكس واقعا مغايرا لما كان عليه في الماضي. الفنان سعيد الناصيري، المعروف بشجاعته في انتقاد الواقع الاجتماعي والسياسي، أعرب عن استيائه من الوضع الحالي، حيث صرح بأن المسؤولين في التلفزيون لم يعودوا يرغبون في استضافته بسبب حديثه عن “ولاد الشعب”. هذا التصريح يكشف عن ظاهرة تثير الكثير من التساؤلات حول حرية التعبير ومكانة الفن في المجتمع.
يؤكد سعيد الناصيري أن المسؤولين يتجنبونه لأن آراءه تتناول قضايا الفئات الشعبية، مما يعكس انعدام الانفتاح في وسائل الإعلام على الأصوات التي تعبر عن هموم الناس اليومية. يبدو أن الفنون، وخاصة في الإعلام، باتت تقيم وفقا لمعايير تجارية بحتة بعيدا عن المضمون الثقافي والرسائل الاجتماعية العميقة.
تشير هذه الظاهرة إلى حالة “التفاهة” التي باتت تسيطر على المحتوى المقدم للمشاهدين، حيث يتم التركيز بشكل متزايد على البرامج الترفيهية الفارغة بدلا من الأعمال ذات الرسائل الجادة. يتساءل الناصيري عن الأبعاد الثقافية والفنية لهذا التوجه، مؤكدا أن الأمر يتطلب وقفة تأمل من الجميع، سواء من القائمين على الإعلام أو من الجمهور الذي يتابع هذه البرامج.
من المهم أن نطرح تساؤلات حول دور التلفزيون في تشكيل الوعي الجمعي، فهل يعكس فعلا ما يحتاجه الجمهور أم أنه يتجه نحو خيارات سطحية قد تؤثر على الثقافة المغربية؟ يحتاج المشاهدون إلى برامج تعكس واقعهم وتجاربهم، وليس مجرد محتوى يركز على الإثارة والتسلية.
في ختام حديثه، يؤكد سعيد الناصيري أن الفن يجب أن يظل معبرا عن هموم الناس وتطلعاتهم، ويجب أن يجد الفضاء المناسب له في وسائل الإعلام، بعيدا عن الضغوط التجارية. إن العمل على تعزيز القيم الثقافية والفنية في البرامج التلفزيونية يمكن أن يسهم في استعادة الثقة بين الفنانين والجمهور، وبالتالي يشكل بداية جديدة للفن المغربي.
1
2
3