في تجربة فريدة وغير مسبوقة، اجتمع مجموعة من الممثلين وصناع المحتوى في عرض مسرحي يحمل عنوان “قفطان لالة”. هذه المسرحية، التي انطلقت من مدينة الدار البيضاء، تستلهم جمال التراث المغربي وتقدمه بلغة حديثة تتناسب مع متطلبات العصر. تسعى هذه المبادرة إلى دمج الثقافة التقليدية بالأسلوب المعاصر، مما يعكس غنى وعمق الهوية المغربية.
1
2
3
تدور أحداث “قفطان لالة” في إطار كوميدي تراثي، حيث تتناول قضايا اجتماعية وثقافية تعكس الدينامية المتجددة للمجتمع المغربي. وفقا لما صرح به أسامة منصف، المشرف على العمل، فإن المسرحية تسلط الضوء على التحولات الاجتماعية التي شهدها المغرب. تتبع القصة عائلة تنتقل من بيئة محافظة إلى أخرى أكثر انفتاحا، مما يبرز العلاقات الأسرية والتحولات الثقافية التي تعكس صراع الأجيال والتغيرات المجتمعية.
أحد العناصر البارزة في المسرحية هو التركيز على الموسيقى الشعبية، وخاصة العيطة، التي تمثل جزءا لا يتجزأ من التراث المغربي. هذه الموسيقى، بجانب القفطان، الذي اختير كعنوان للمسرحية، تسلط الضوء على جماليات الثقافة المغربية وتاريخها العريق.
تشير غيثة عصفور، إحدى المؤثرات في العمل، إلى أن “قفطان لالة” تتناول جزءا من التراث، والذي يثير اهتمام الفتيات، لكنه يبقى بعيدا عن متناولهن بسبب احترام الوصايا المتعلقة به. تبرز عصفور أن المسرحية تجمع بين الجدية والتراث، مع وجود لمسات كوميدية تتيح للجمهور التعاطف مع الشخصيات. تدور أحداث القصة في منزل مغربي خلال فترة الثمانينيات، لكن بأسلوب يتناغم مع عقلية العصر الحديث، مما يجعلها أكثر قربا للجمهور.
عصفور تؤدي دور شامة، الابنة الصغيرة التي تتميز بصفاتها الطفولية وعدم اكتراثها بالعالم من حولها. وتعتبر هذه الشخصية تجسيدا للبراءة والفضول الذي يميز الطفولة، مما يضيف بعدا إنسانيا للمسرحية.
من جهة أخرى، تعبر رباب أوسعيد، المؤثرة والممثلة، عن اعتزازها بالمشاركة في هذا العمل المسرحي. وتصف التجربة بأنها كانت مليئة بالعاطفة والتعاون بين جميع المشاركين، حيث تسعى إلى تحقيق تواصل حقيقي مع الجمهور. أكدت أوسعيد أن هذه التجربة مختلفة تماما عن أعمالها السابقة في التلفزيون والإعلانات، حيث إن المسرح يوفر بيئة فريدة تتيح للأفراد تنمية مهاراتهم واكتساب خبرات جديدة.
تسعى “قفطان لالة” إلى جذب انتباه الجمهور من خلال تقديم قصة غنية بالثقافة والعمق، بينما تدعوهم للغوص في عالم مغربي متجدد يجمع بين التقاليد الحديثة. في النهاية، تأمل هذه المسرحية أن تكون جسرا بين الماضي والحاضر، وأن تسهم في إحياء التراث الثقافي المغربي بطرق مبتكرة تلامس قلوب الحاضرين وتترك أثرا في ذاكرتهم.