عرض الفيلم الروائي الطويل “صمت الكمنجات” للمخرج المغربي سعد الشرايبي، في المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة خلال الدورة الرابعة والعشرين من المهرجان الوطني للفيلم بطنجة. يسلط الفيلم الضوء على أهمية انتقال التراث الموسيقي عبر الأجيال، مستعرضًا رحلة الفن الموسيقي الوطني المعروف بـ”الملحون”، والتي تمثل جزءًا أصيلاً من الهوية الثقافية المغربية.
1
2
3
تدور أحداث الفيلم، الذي يمتد على مدار 102 دقيقة، حول علاقة الجد، الذي يعشق الموسيقى التقليدية، بحفيدته حفصة، الشابة التي تميل إلى الموسيقى الكلاسيكية. من خلال هذه القصة، يبرز الشرايبي التطور الدائم في علاقة الأجيال بالموسيقى، ويعكس التوترات والتفاعلات التي تنشأ من تباين الاهتمامات الفنية.
يستهدف المخرج من خلال عمله توضيح أهمية الحفاظ على التراث الثقافي اللامادي للمغرب، حيث يُعتبر “الملحون” جزءًا من هذا التراث وقد تم إدراجه عام 2003 ضمن قائمة التراث الثقافي اللامادي لليونسكو. كما يشدد الشرايبي على ضرورة تعزيز هذا التراث لفائدة الأجيال المقبلة، مما يساهم في الحفاظ على الهوية الثقافية للمملكة.
في تصريح له لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد سعد الشرايبي أن “صمت الكمنجات” يتميز عن أعماله السابقة من حيث الموضوع، حيث يعد نافذة لتناول تاريخ الموسيقى في المغرب. كما أشار إلى أنه يسعى من خلال الفيلم إلى خلق جسر يربط بين الموسيقى التقليدية والموسيقى الكلاسيكية، حيث ينتهي الفيلم بمقطوعة موسيقية تمزج بين هذين النوعين، مما يعكس الفكرة الرئيسية حول نقل المعرفة الموسيقية بين الأجيال.
ويُعد أحد الأهداف الرئيسية للفيلم هو تعريف الجمهور بتاريخ “الملحون”، الذي يعتبر جزءًا لا يتجزأ من تقاليدنا الثقافية. ومن واجب المخرج تسليط الضوء على هذا التراث الغني والمتنوع، مما يسهم في تعزيز الوعي الفني والثقافي لدى الجمهور.
إلى جانب “صمت الكمنجات”، يتنافس مجموعة من الأفلام الأخرى في المسابقة، مثل “404.01” ليونس الركاب و”جثة على ضفة مارتشيكا” لمحمد فوزي، مما يضيف عمقًا وتنوعًا للعرض السينمائي في المهرجان. تستمر فعاليات الدورة الرابعة والعشرين من المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، حتى 26 أكتوبر، مع تقديم مجموعة من الأفلام في مختلف المسابقات، بما في ذلك الفيلم القصير والوثائقي، بالإضافة إلى عروض “بانوراما” للفيلم المغربي.