فيلم “أنين صامت” يعكس معاناة التوحد في السينما المغربية يعرض بمهرجان طنجة

عُرض مساء السبت في مدينة طنجة الفيلم القصير “أنين صامت”، الذي أخرجته وكاتبته السيناريو مريم جبور، وذلك ضمن المسابقة الرسمية لفئة الأفلام القصيرة خلال الدورة الرابعة والعشرين من المهرجان الوطني للفيلم. هذا الحدث الثقافي الهام يمتد حتى السادس والعشرين من أكتوبر الجاري، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

تتناول مريم جبور في فيلمها الذي يمتد لعشرين دقيقة، معاناة المصابين بمرض التوحد وتأثيره على عائلاتهم، متخذةً من الدراما الاجتماعية إطاراً لعرض مجموعة من الرسائل الإنسانية العميقة. تدور أحداث الفيلم في حي شعبي يقع بالقرب من البحر، ويروي قصة الشاب يونس، الذي يبلغ من العمر 26 عاماً ويعيش مع والده إدريس، صياد الأسماك. يجسد الفيلم كيف أن مرض التوحد الذي يعاني منه يونس يؤدي إلى اضطرابات سلوكية تعزله في عالمه الخاص، بينما يظل والده يحاول مساعدته بوسائل تقليدية ضمن إمكانياته البسيطة.

تستعرض المخرجة ببراعة معاناة الأب إدريس، من خلال مجموعة من المواقف الدرامية التي تعكس شعوره بالعجز والضعف في مواجهة تحدياته اليومية، مما يتجلى في عنوان الفيلم “أنين صامت”. حيث تعكس هذه التسمية واقع الكثير من الآباء الذين يعانون في صمت.

وفي تصريحها لوكالة المغرب العربي للأنباء، أوضحت مريم جبور أن فكرة هذا العمل مستوحاة من قصة حقيقية لأحد المصابين بالتوحد، والذي قابلته خلال مهمة عمل في قرية نائية بالمغرب. أشارت إلى أن المخرج غالباً ما يستلهم أفكاره من تجاربه اليومية، مما يعكس عمق العمل السينمائي ويصل إلى قلوب الجمهور.

تعتبر مشاركة مريم في هذه الدورة من المهرجان فرصة مهمة لفيلمها، إذ يُعد المهرجان أحد الفعاليات الثقافية الكبرى في المغرب التي تمنح صناع السينما دفعة إيجابية في مسيرتهم الفنية. يُعد “أنين صامت” من الأعمال المميزة في المسابقة، حيث يشارك فيه مجموعة من الممثلين، من بينهم محمد خيي وسعيد الدحماني ونبيل عاطف.

إلى جانب “أنين صامت”، تتنافس مجموعة من الأفلام القصيرة الأخرى مثل “حمل، خروف وغربان” وأعمال أخرى تحمل مواضيع متنوعة تعكس واقع المجتمع. يستمر المهرجان حتى 26 أكتوبر، حيث تُعرض مجموعة من الأفلام في فئات مختلفة، بما في ذلك الأفلام الروائية الطويلة والوثائقية، بالإضافة إلى عروض خاصة للأفلام المغربية.