تسعى فعاليات مدنية في مدينة مراكش إلى التأكيد على أهمية التدخل السريع لإصلاح وصيانة المقابر التي تأثرت جراء الأمطار الغزيرة التي هطلت على المدينة مؤخرا. هذه الأمطار تسببت في تراكم المياه، مما أدى إلى تضرر عدد من القبور، وهو ما أثار استياء السكان الذين يرون أن هذه المواقع المقدسة تتطلب عناية خاصة. فقد أدت الظروف المناخية السيئة إلى جعل العديد من القبور غير صالحة، مما يؤثر سلبا على الروح المعنوية للمجتمع ويثير مشاعر الحزن والأسى في نفوس الأهالي.
1
2
3
وشددت الفعاليات على أن المقابر ليست مجرد أماكن لدفن الموتى، بل تمثل أيضا جزءا هاما من التراث الثقافي والديني للمدينة. فكل قبر يروي قصة تاريخية ويمثل ذاكرة جماعية للأسر والمجتمع. لذلك، فإن حماية هذه الأماكن والحفاظ عليها من التدهور يعد أمرا حيويا. وقد أكدت الفعاليات على ضرورة تدخل السلطات المحلية والجهات المختصة لإصلاح الأضرار وتحسين البنية التحتية للمقابر، وذلك لتفادي تكرار هذه المشكلات في المستقبل.
وفي هذا الإطار، دعت الفعاليات إلى وضع خطة شاملة لإعادة تأهيل المقابر المتضررة، تتضمن تحسين أنظمة تصريف المياه وتعزيز البنية التحتية المحيطة. ويجب أن تشمل الخطة أيضا صيانة شاملة للأراضي المحيطة بالمقابر، وتوفير خدمات تنظيف وصيانة دورية للحفاظ على جمال هذه المواقع. هذه الخطوات تهدف إلى ضمان احترام حرمة هذه الأماكن المقدسة وحمايتها من الأضرار الناجمة عن العوامل الطبيعية.
علاوة على ذلك، ينبغي تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الحفاظ على هذه المقابر، حيث يمكن أن تسهم الفعاليات الثقافية والتوعوية في تعزيز الانتماء والاعتزاز بالتراث المحلي. في هذا السياق، يمكن تنظيم حملات تطوعية يشارك فيها أبناء المجتمع لإعادة تأهيل المقابر، مما يسهم في بناء روح التعاون والتضامن بين أفراد المجتمع.
في الختام، فإن حماية وصيانة المقابر في مراكش ليست مجرد مسؤولية حكومية، بل هي واجب جماعي يستدعي تضافر الجهود من جميع الفئات. إن الحفاظ على هذه الأماكن المقدسة هو واجب ديني وثقافي، ويجب أن نعمل معا لضمان عدم تعرضها للتدهور مرة أخرى.