عمر الإدريسي، المؤثر المغربي المعروف وطليق رجاء “كوين”، أثار اهتمام متابعيه بعدما نشر تدوينة جريئة على حسابه عبر “إنستغرام”، حيث تطرق فيها إلى موضوع زواج المؤثرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي. تناول الإدريسي في هذه التدوينة تجربته الشخصية، معبرا عن رأيه الصريح حول هذا النوع من الزواج الذي أصبح شائعا بين رواد المنصات الاجتماعية.
1
2
3
في وجهة نظره، وصف عمر الإدريسي زواج وسائل التواصل الاجتماعي بأنه فكرة غير قابلة للنجاح. حيث أكد أن الزواج هو علاقة مقدسة تتطلب خصوصية واحتراما بين الطرفين، ولا ينبغي أن يكون وسيلة لكسب المتابعين أو لتحقيق الشهرة. وكتب في تدوينته: “الزواج حرمة، وزواج وسائل التواصل الاجتماعي مشروع فاشل”، مشيرا إلى أن هذا النوع من الزيجات لم يظهر حتى الآن أي مثال يحتذى به على النجاح. وبكلماته الحادة، تساءل: “هل يوجد زوجان ناجحان ومحبوبان على وسائل التواصل الاجتماعي؟ لا أعتقد.”
لم يقتصر كلامه على النقد العام، بل وصف المتزوجين من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ب”أصحاب النفس الباردة”. وأوضح أن السبب الرئيسي وراء هذه الزيجات يكمن في صناعة المحتوى، وليس في بناء علاقة حب أو شراكة حقيقية. وفقا لرأيه، يعتبر هؤلاء الأزواج أن الزواج مجرد وسيلة لجذب المزيد من المتابعين وزيادة العائدات المالية عبر المحتويات التي يشاركونها مع جمهورهم.
من خلال تجربته الخاصة، أكد الإدريسي أن زواجه السابق كان جزءا من هذا الاتجاه، مشيرا إلى أن زواجه لم يدم بسبب الضغوطات التي يفرضها عالم السوشيال ميديا. أضاف أن تجربته في الزواج عبر وسائل التواصل الاجتماعي منحته نظرة جديدة حول مفهوم العلاقات، حيث أصبح مدركا أن هذا النوع من الزيجات لا يستطيع تحمل التحديات العاطفية والنفسية التي تتطلبها علاقة زوجية صحية.
لم يكن رأي الإدريسي مجرد تعبير عن استيائه، بل قدم نصيحة صريحة للشباب المقبلين على الزواج. من خلال تدوينته، حث الشباب على التفكير العميق قبل اتخاذ خطوة الزواج عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وأكد لهم أن تجربته الشخصية قد علمته دروسا قاسية، وأنه من حقه أن يشارك تلك الدروس مع الآخرين حتى لا يقعوا في نفس الأخطاء التي وقع فيها. وكتب قائلا: “من حقي التحدث بحرية تامة حول هذه المواضيع لأنني عايشتها، ومن واجبي أيضا أن أنصح الشباب لتجنب الوقوع في نفس الفخ.”
في النهاية، ختم الإدريسي تدوينته بتأكيده على أهمية الفصل بين الحياة الشخصية والمهنية، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالزواج. ودعا الشباب إلى البحث عن الشريك المناسب بعيدا عن الأضواء والضغوطات الاجتماعية التي تفرضها وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أن العلاقات الحقيقية تتطلب تضحية وجهدا كبيرين لبنائها، وليس مجرد مشاركة الصور والمحتويات على الإنترنت.
تشكل هذه التدوينة بمثابة دعوة للتأمل في تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على العلاقات الزوجية، وربما تكون خطوة نحو تسليط الضوء على المشاكل التي قد تنشأ عندما تصبح العلاقات العاطفية جزءا من صناعة المحتوى والمنافسة على الشهرة.