في إطار الدورة الرابعة والعشرين لمهرجان الفيلم الوطني بطنجة، تم عرض الشريط السينمائي القصير “بياض” للمخرج محمد أمين الأحمر. يتنافس الفيلم ضمن جوائز المسابقة الرسمية لفئة الأفلام القصيرة، حيث تترأس لجنة التحكيم المخرجة خولة أسباب بنعمر. يعتبر هذا الحدث فرصة بارزة لاستعراض الإبداعات السينمائية المغربية والتفاعل مع الأعمال المميزة.
1
2
3
تدور أحداث الفيلم حول شخصية “عمر”، الذي يعاني من مرض الزهايمر. تتداخل ذكرياته، مما يجعله يخلط بين حنان وابنته المفقودة، وهذا الخلط يساهم في تكوين علاقة خاصة ومؤثرة بين الشخصيتين. رغم الصعوبات التي يواجهها عمر بسبب النسيان، إلا أن الفيلم يبرز كيف تبقى المشاعر حاضرة وقوية حتى عندما تتأثر الذكريات بشكل كبير. هذا الجانب العاطفي يجعل من الفيلم تجربة إنسانية عميقة تلقي الضوء على ما يمر به الأشخاص المصابون بهذا المرض.
تستمر مدة الفيلم ل30 دقيقة، ويشارك في بطولته مجموعة من الفنانين المغاربة المتميزين، منهم عبد الإله عاجل ونعيمة إلياس وكريمة أولحوس وماجدة الظريف. السيناريو الذي كتب بواسطة خالد الضيف يساهم في تقديم قصة مؤثرة تجذب المشاهدين، بينما تعكس إنتاج كريمة أولحوس اهتماما خاصا بجودة العمل الفني.
وفي حديثه عن الفيلم، أشار المخرج محمد أمين الأحمر إلى أن “بياض” يمثل تجربته السينمائية الثانية بعد فيلمه الطويل “الإخوان”. وأوضح أنه يسعى من خلال هذا العمل إلى استكشاف آفاق جديدة، حيث أراد الابتعاد عن النمط الكوميدي الذي تعود على العمل فيه في التلفزيون والويب. تأتي هذه الخطوة كتحدي جديد له، إذ يسعى للتعبير عن قضايا إنسانية عميقة تسلط الضوء على تجارب فردية قد تكون قاسية لكنها حقيقية.
يعتبر فيلم “بياض” تجسيدا لعواطف إنسانية معقدة، ويعكس قدرة السينما على طرح مواضيع حساسة بطريقة فنية تعزز من الوعي الاجتماعي. من خلال تصوير النسيان والحب، يساهم الفيلم في تقديم نظرة جديدة عن العلاقات الإنسانية والتجارب التي يعيشها الأفراد، مما يجعل منه عملا يستحق المشاهدة والتقدير.