أسماء المدير تفوز بجائزة النقد للفيلم الوثائقي الطويل في مهرجان الفيلم الوطني بطنجة

في حدث بارز في الساحة السينمائية المغربية، أعلنت الجمعية المغربية لنقاد السينما في 26 أكتوبر 2024 عن فوز فيلم “كذب أبيض” للمخرجة أسماء بجائزة النقد للفيلم الوثائقي الطويل خلال مهرجان الفيلم الوطني بطنجة. يعكس هذا التكريم التفوق الفني والابتكار الذي يتميز به الفيلم، حيث حصل على جوائز مرموقة على الصعيد الدولي هذا العام، مما يجعله رمزا لتطور السينما المغربية.

بالإضافة إلى جائزة الفيلم الوثائقي، تم منح جائزة الفيلم الطويل للمخرج كمال الأزرق عن عمله “عصابات”، وجائزة النقد للأفلام القصيرة للمخرج الهواري غباري عن فيلمه “ذاكرة للنسيان”. تظهر هذه الجوائز أن السينما المغربية تنمو وتتطور، حيث تمثل هذه الأعمال تجارب إنسانية تلامس مشاعر المشاهدين وتسلط الضوء على القضايا الاجتماعية والسياسية المهمة. كل فيلم يحمل معه رسالة وفنا متجددا، يساهم في تشكيل وعي الجمهور وإبراز التغيرات التي تمر بها البلاد.

تدور أحداث فيلم “كذب أبيض” حول شابة تعود إلى منزل والديها في الدار البيضاء لمساعدتهما في الانتقال إلى منزل جديد. بينما تقوم بفرز أغراض طفولتها، تصادف صورة لأطفال مبتسمين في ساحة روضة الأطفال. من بين هؤلاء الأطفال، تلاحظ فتاة صغيرة تجلس على حافة الإطار، مما يثير تساؤلات حول هويتها. تشعر أسماء بالارتباك، مقتنعة بأنها ليست تلك الطفلة، مما يدفعها إلى استخدام كاميرتها لاستكشاف هذه اللحظة.

من خلال هذا العمل، تتناول أسماء ذكرياتها وتاريخ عائلتها، مستفيدة من هذه الصورة كوسيلة لاسترجاع الذكريات المحفورة في الذاكرة. يتناول الفيلم مجموعة من الأكاذيب الصغيرة التي قد ترويها العائلة، وينطلق في رحلة للبحث عن الحقيقة حول ماضيها. مع مرور الوقت، تتعمق أسماء في استكشاف ذكريات حيها وبلدها، مما يساعدها على فهم نفسها وتاريخها الشخصي بشكل أفضل.

تعكس الأحداث في الفيلم تجارب ومشاعر متعددة، حيث يتمكن المشاهد من الربط بين القصص الشخصية والذاكرة الوطنية. يجسد الفيلم أيضا كيف يمكن للفن أن يكون وسيلة للتعبير عن الهوية والتاريخ، من خلال سرد قصص تحمل في طياتها عمق التجربة الإنسانية. بفضل هذه الأساليب الفنية، يساهم “كذب أبيض” في تعزيز الفهم والثقافة حول القضايا التي تواجه المجتمع المغربي.

عبر هذا الفيلم، تبرز أهمية السينما كمصدر لتوثيق وتحليل الواقع، وتعكس التحديات والانتصارات التي تعيشها المجتمعات. يسهم نجاح “كذب أبيض” في تعزيز مكانة السينما المغربية على الساحة الدولية، مما يفتح أبوابا جديدة للأفلام المغربية لتصل إلى جمهور أكبر.