بدأ جلال قريوة بمشاركة تجربته الفريدة في عالم الفن والمسرح، حيث يسلط الضوء على التأثير العميق الذي تركه في حياته، وخاصة في فترات طفولته. في الحلقة الأخيرة من برنامج “جماعتنا زينة”، كشف قريوة عن معاناته مع تحديات فرط النشاط والحركة، مما جعله يشعر بالقلق وعدم الراحة في الكثير من الأوقات. فقد عانى من صعوبة في التركيز والاندماج في الأنشطة اليومية، ولهذا السبب بحث عن وسائل لتخفيف هذه الطاقة المفرطة، فقرر التوجه نحو عالم الرياضة بمساعدة أخصائية نفسية.
1
2
3
ومع مرور الوقت، اكتشف قريوة أن الرياضة كانت مفيدة له، ولكنها لم تكن كافية وحدها للتخلص من حالته. وفي يوم من الأيام، دخل بالصدفة إلى دار الشباب في درب السلطان، حيث وجد نفسه أمام تدريبات لمسرحية كانت تعرض. عندما شاهد التدريبات، شعر بشيء مختلف في داخله، حيث أحس بالهدوء الذي كان ينقصه منذ فترة طويلة، وبالتالي بدأ يتأمل في هذا العالم الجديد الذي جذب انتباهه بشكل غير متوقع.
تلك اللحظة كانت نقطة التحول في حياة قريوة، فقد استشعر من خلالها أن المسرح ليس مجرد فن، بل هو وسيلة للتعبير عن الذات وتفريغ الطاقات الداخلية بطريقة إبداعية. وبفضل هذا الاكتشاف، أصبح لديه مكان ينتمي إليه ويستطيع من خلاله أن يعبر عن مشاعره ويتغلب على صعوباته، وهو ما ساعده على تحسين حالته النفسية والتخلص من مشاعر القلق التي كانت تعتريه.
بذلك، نجح قريوة في تحويل تجربة الألم إلى مصدر إلهام، حيث بات المسرح بمثابة ملاذ له، ولم يكن له أثر إيجابي على صحته النفسية فحسب، بل ساهم أيضا في بناء شخصيته الفنية. إن قصة قريوة توضح كيف أن الانغماس في الأنشطة الفنية يمكن أن يكون له تأثير كبير على الأفراد، خاصة أولئك الذين يواجهون تحديات نفسية، مما يجعل الفن وسيلة شفاء حقيقية.
تظهر مسيرة جلال قريوة في عالم المسرح أنها ليست مجرد تجربة شخصية، بل هي دعوة للآخرين للاعتراف بقوة الفن كوسيلة للتغلب على الصعوبات. لقد أثبت أن الانفتاح على التجارب الجديدة يمكن أن يغير مجرى الحياة، وأن القدرة على التعبير الفني قد تكون مفتاحا لمواجهة التحديات وتحقيق النجاح.