انطلق الموسم الثالث من برنامج “ستار لايت” في رحلة جديدة لاكتشاف المواهب الغنائية في المغرب، ليضع أمامه تحديات عديدة في مجال تقييم الأصوات الشابة. ورغم السعي الدائم لإظهار أفضل ما في المواهب المغربية، أثيرت حوله الكثير من الجدل والانتقادات من قبل الجمهور والنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين لم يترددوا في التعبير عن آرائهم سواء بالإشادة أو بالتنديد بجوانب معينة من البرنامج. ورغم النجاح الذي يحققه البرنامج في جذب انتباه المتابعين، إلا أن اختلاف الآراء حول الأصوات ومعايير التقييم يظل سمة واضحة في كل موسم.
1
2
3
الآراء حول مستوى الأصوات المشاركة هذا الموسم كانت متباينة، فقد اعتبر البعض أن المتسابقين في الموسم الثالث تفوقوا على نظرائهم في الموسمين السابقين، مما جعل بعض المتابعين يشيدون بالمستوى الفني الذي قدموه. وعلى الرغم من ذلك، فقد أبدى آخرون عدم رضاهم عن اختيارات البرنامج، مشيرين إلى أن المواهب التي يتم استقطابها في “ستار لايت” لا تواكب تطلعات البرامج العربية الكبرى التي تخصص مجهوداتها لاكتشاف أصوات متميزة. البعض رأى أن البرنامج لم يستقطب المواهب الجيدة التي تجذب الجمهور، وهو ما دفع النقاد إلى التأكيد على ضرورة تحسين معايير الاختيار في المستقبل، مما يثير المزيد من التساؤلات حول قدرة البرنامج على تقديم تجارب غنائية جديدة ومثيرة.
بالإضافة إلى ذلك، لم تسلم لجنة التحكيم من الانتقادات الواسعة، حيث تم انتقاد معايير التصويت بشكل كبير هذا الموسم. البعض أشار إلى أن بعض أعضاء اللجنة كانوا يميلون إلى رفض بعض المتسابقين بشكل مبالغ فيه قبل أن يحصلوا على فرصة كافية لإظهار قدراتهم الصوتية. في المقابل، وصف آخرون بعض الموافقات السريعة بالمتسرعة، مما يثير التساؤلات حول مدى دقة الاختيارات. هذه الانتقادات قد تعكس أيضًا غياب التوازن في المواقف، حيث يبدو أن بعض أعضاء اللجنة يفضلون إظهار القسوة في التقييم، بينما يتساهل البعض الآخر بشكل يثير الاستغراب. هذه الاختلافات في المعايير تضع البرنامج في موقف محرج أحيانًا، حيث يتساءل البعض عن مدى تأثير هذه التقييمات على مسيرة المتسابقين.
على صعيد آخر، شكل الفنان أمين التمري، المعروف بلقب “أمنيكس”، محط جدل كبير بعد انضمامه إلى لجنة التحكيم في الموسم الثالث. حيث اعتبر بعض المتابعين أنه لا يملك الكفاءة الكافية لتقييم المواهب الغنائية في البرنامج. هؤلاء النقاد يرون أن أمنيكس، رغم شهرته في مجال الغناء الشبابي، لا يمتلك القدرة على تقييم الأصوات في نطاق أوسع. وفي رد له على هذه الانتقادات، أكد التمري أنه يمتلك خبرة كافية لتقييم المتسابقين بشكل مهني، مشيرًا إلى أن المشاركين في “ستار لايت” يقدمون غالبًا أغانٍ شبابية، وهو المجال الذي يتمتع فيه بالخبرة. وأضاف أنه ليس من الضروري أن يكون الفنان مختصًا في كل أنواع الغناء لتقييم المشاركين بشكل عادل، فالأهم هو أن يكون لديه القدرة على فهم متطلبات السوق الفني، والتي تتجاوز الصوت الجميل إلى عوامل أخرى مثل الحضور والقدرة على التأثير بالجمهور.
من الجدير بالذكر أن لجنة تحكيم “ستار لايت” شهدت تغييرات مستمرة على مدار الموسمين الماضيين، حيث غاب عنها بعض الأسماء الفنية الكبيرة لأسباب مختلفة. في الموسم الثالث، غاب الفنان عبد الحفيظ الدوزي، الذي كان قد شارك في الموسمين السابقين. غيابه أثار العديد من التكهنات، حيث ربط بعض المتابعين انسحابه بالخلافات التي نشبت بينه وبين الفنان حاتم عمور في الموسم السابق، والذي انضم بدوره إلى لجنة التحكيم في غيابه. ومع ذلك، أكد الدوزي أن سبب غيابه هو إصابة في ظهره، مما جعله غير قادر على الجلوس لفترات طويلة أثناء تصوير الحلقات. هذا الغياب ألقى الضوء على التغيرات المستمرة في لجنة التحكيم، مما يفتح المجال للعديد من التساؤلات حول الاستقرار في اختيار الأعضاء.
فيما يخص تعويض الدوزي، تم اختيار الفنانة منال بنشليخة لتكون بديلته هذا الموسم. وقد كانت من بين الأسماء المقترحة للانضمام إلى البرنامج منذ البداية، إلا أنها اعتذرت في البداية بسبب التزاماتها الأخرى، وخاصة تمثيل المغرب في حفل افتتاح مونديال قطر. ورغم تأخرها في الالتحاق بالبرنامج، جاءت بنشليخة لتكون إضافة قوية، وهي التي تحمل معها رصيدًا فنيًا غنيًا وخبرة في مجال الغناء. يعكس هذا التغيير في لجنة التحكيم كيفية تعامل البرنامج مع التغييرات المستمرة في عناصره، حيث يسعى دومًا إلى اختيار الأسماء التي تتماشى مع تطلعات الجمهور ومعايير الجودة.
على الرغم من الانتقادات المتعددة التي تواجه “ستار لايت”، يبقى هذا البرنامج واحدًا من أبرز البرامج التي تتيح للموهوبين في مجال الغناء فرصة للظهور والانتشار على الساحة الفنية المغربية والعربية. ورغم الجدل المستمر حول الاختيارات والمعايير، يظل “ستار لايت” منصة هامة في مسيرة العديد من الفنانين الشباب الذين يبحثون عن فرص جديدة للنجاح والتميز في المجال الغنائي.