استطاع الفيلم المغربي “الجميع يحب تودا” تحقيق نجاح جديد على الساحة السينمائية الدولية بعد فوزه بجائزة أفضل فيلم في مهرجان “إزمير” الدولي. وقد تم الإعلان عن هذا التتويج الكبير عبر الحساب الرسمي لشركة إنتاج الفيلم على منصة “إنستغرام”، حيث لاقى الخبر تفاعلًا واسعًا من قبل محبي السينما في المغرب والعالم العربي. ويعد هذا الإنجاز تتويجًا لجهود فريق العمل والمخرج نبيل عيوش، الذي استطاع تقديم عمل فني مميز يعكس العديد من القضايا الاجتماعية والثقافية الهامة في المجتمع المغربي.
1
2
3
كان الفيلم قد نال جائزة أخرى في وقت سابق، حيث فاز بالجائزة الكبرى في مهرجان فالنسيان السينمائي في فئة الأفلام الروائية. وهذا يبرهن على أن “الجميع يحب تودا” قد جذب الأنظار ليس فقط في مهرجانات محلية بل أيضًا على المستوى الدولي، مما يعكس مكانته كإحدى أبرز الإنتاجات السينمائية الحديثة. كما أن الفضل في نجاح الفيلم يعود جزئيًا إلى العمل الرائع الذي قدمته الفنانة نسرين الراضي، التي تولت دور البطولة في الفيلم وأدت شخصية “تودا” بكفاءة عالية.
تدور أحداث فيلم “الجميع يحب تودا” حول شخصية “تودا”، وهي شابة مغربية تحلم بأن تصبح “شيخة” وتغني دون أي حواجز اجتماعية أو ثقافية. تتناول الأغاني التي تؤديها في الفيلم موضوعات المقاومة، الحب، والتحرر، وهي موضوعات تمثل جزءًا كبيرًا من التراث الشعبي المغربي. يواجه هذا الحلم تحديات كثيرة بسبب القيم والتقاليد التي قد تكون عائقًا أمام تحقيق الذات، وهو ما يعكسه الفيلم عبر سرد درامي مؤثر.
تتمحور القصة حول رحلته الشخصية لـ”تودا” في سبيل تحقيق حلمها في مجتمع يرفض عادةً التجاوزات الثقافية والتقاليد الصارمة. من خلال الفيلم، تتضح الصراعات الداخلية التي تخوضها “تودا” مع نفسها ومع محيطها، وهو ما يخلق حالة من التوتر والتعاطف في قلب المشاهدين. وقد استطاعت نسرين الراضي تقديم شخصية معقدة تعكس التحديات التي قد تواجهها الفتاة المغربية في السعي وراء طموحاتها في مواجهة التقاليد.
من المقرر أن يعرض فيلم “الجميع يحب تودا” في القاعات السينمائية المغربية ابتداء من 11 ديسمبر المقبل، حيث ستكون الفرصة سانحة للجمهور المغربي لمتابعة هذا العمل المميز الذي يحمل رسائل اجتماعية وثقافية عميقة. كما يعد الفيلم مناسبة لتسليط الضوء على كيفية تعاطي السينما المغربية مع قضايا التحرر الفردي وتحديات المرأة في المجتمع، وهو ما يجعل منه تجربة سينمائية مثيرة تستحق المشاهدة.
على الرغم من النجاح الذي حققه الفيلم في مهرجانات سينمائية متعددة، إلا أن النجاح الأكبر جاء عندما تم اختيار “الجميع يحب تودا” لتمثيل المغرب في جوائز الأوسكار لعام 2025 ضمن فئة “أفضل فيلم أجنبي”. هذا الإنجاز يعكس التقدير الكبير الذي يحظى به الفيلم على الصعيد الدولي، ويضعه في مصاف الأعمال السينمائية الكبرى التي يمكن أن تشارك في المهرجانات العالمية وتحقق الاعتراف النقدي والجماهيري على حد سواء.
ومن الجدير بالذكر أن الفيلم كان قد تم عرضه في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي في مايو الماضي، وهو ما يعد من أبرز المحافل السينمائية في العالم. مشاركة الفيلم في هذا المهرجان كانت بمثابة محطة هامة في مسيرته السينمائية، حيث أتاح له فرصة التفاعل مع صناع السينما والنقاد من مختلف أنحاء العالم.
بذلك، يمكن القول إن “الجميع يحب تودا” قد أثبت نفسه كأحد أبرز الأعمال السينمائية المغربية التي استطاعت أن تحجز لنفسها مكانًا بين الإنتاجات المميزة عالميًا.