تنظم مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج معرضاً للفنانة المغربية الفرنسية لبابة لعلج، التي تميزت بتجربة فريدة تمزج بين الشعر والرسم. يأتي المعرض بعنوان “الشعر والرسم” ويستمر من 14 نوفمبر إلى 14 ديسمبر 2024، في فضاء ضفاف، ويُفتتح المعرض في 14 نوفمبر بحفل يضم قراءات شعرية ترافقها أنغام العود من عزف يوسف لوزة.
1
2
3
يُعتبر حفل الافتتاح مناسبة مميزة، حيث سيشهد توقيع ديوانها “شعر وتشكيل”، الذي طُرحت نسخته الفرنسية بجهود الكاتب أديب المشرفي والإعلامي سعيد عاهد. أما النسخة العربية، فقد قُدمت من قِبَل الشاعرين نور الدين ضرار وعمر العسري، مما أضفى عمقاً إضافياً على الإصدار.
وُلدت لبابة لعلج في مدينة فاس، حيث نشأت في بيئة تعزز حب الفن والأدب، لكنها اختارت باريس لتكون موطنها منذ عام 1956، وهو ما أضاف إلى تجربتها الإبداعية بعداً ثقافياً متنوعاً. درست الصحافة وعلم الاجتماع والدراسات الدولية، مما ساهم في إثراء رؤيتها الفنية، فواصلت إبداعاتها بتنظيم معارض دولية في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا والفيتنام.
في عام 2019، حصلت لعلج على شهادة الدكتوراه الفخرية من المنتدى الدولي للفنون الجميلة، تكريماً لإسهاماتها في الأدب والفن. وتُعد عضواً في المكتب الدائم لرابطة كاتبات إفريقيا ورابطة المبدعات العرب، حيث تعمل على تعزيز دور المرأة في مجالات الفن والأدب، ما أكسبها مكانة مرموقة في الساحة الثقافية.
أصدرت لبابة لعلج عدة دواوين شعرية تجمع فيها بين النص الشعري والتشكيل الفني، مثل “شذرات” و”أفكار شاردة” و”تصوف وتشكيل”. وتتميز أعمالها الشعرية بتقنية تجسد حواراً متناغماً بين الكلمات والألوان، مما يجعل لوحاتها تروي قصة بصرية تتكامل فيها الفنون.
يمثل هذا المزج بين الكلمة والصورة دعوة مفتوحة للجمهور لاستكشاف عوالم مختلفة من التعبير الفني. ففي أعمالها، يتمازج الشعر مع اللوحة بشكل متناغم، ويشعر المتلقي بأن الكلمات تنبض ألواناً، والألوان تنطق شعراً، ما يخلق تجربة فريدة في فنها.
عاشت لبابة لعلج تجربة فنية ثرية نتيجة تفاعلها مع ثقافات متعددة، وجعلت من الفنون مجالاً لإبراز هويتها المغربية المتجذرة. ونجد في لوحاتها لمسات شرقية تنبض بروح مغربية، إلى جانب التأثيرات الثقافية الغربية التي احتضنتها تجربتها الباريسية.
وفي مسيرتها الفنية، استلهمت لبابة من ثقافة الهجرة، حيث كانت حياتها بين المغرب وباريس مصدراً إبداعياً ثرياً. جسدت هذه التجربة في لوحاتها التي تعبر عن غربة الروح وتأملات الذات، مما أضاف لعمق أعمالها الفنية والقصائد الشعرية.
تمكنت لبابة لعلج من تكوين لغة بصرية فنية تتجاوز الحواجز التقليدية، إذ تعتمد على مزج الكلمات بالألوان بشكل يحاكي الانصهار الروحي بين الثقافات. من خلال هذا التمازج، تنقل للجمهور روح الإبداع، وتدعوهم إلى تذوق فن يتجاوز حدود المكان والزمان.