تعتبر مدينة مراكش، بتقاليدها العريقة وجوها المميز، من أبرز المدن التي تروج لثقافة المغرب الأصيلة. وفي هذا السياق، أطلق المجلس الجهوي للسياحة بمراكش-آسفي مبادرة فريدة تهدف إلى الحفاظ على التراث غير المادي ونقله للأجيال القادمة. هذه المبادرة تتجسد في معرض في الهواء الطلق يعتمد على التصوير الفوتوغرافي كأداة رئيسية لتوثيق الحياة اليومية في المدينة. ومن خلال هذه الفعالية، يمكن للمشاركين اكتشاف جزء من روح مراكش التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة.
1
2
3
يعد التصوير الفوتوغرافي وسيلة قوية لالتقاط لحظات تعكس الحياة البسيطة والهادئة لأهالي مراكش، حيث يمكن من خلاله استكشاف فلسفة الحياة التي تميز هذه المدينة. هذه الفلسفة تقوم على احترام التقاليد، وحسن الضيافة، والانفتاح على الآخرين، وهو ما يترجم إلى صور تحمل طابعاً فريداً. الصور المعروضة في المعرض تتيح للزوار فرصة التواصل مع جوهر الحياة المراكشية، مما يعكس تناغم الحياة اليومية مع الطبيعة، ومع الآخرين، ومع الذات.
ويعكس المعرض مفهوم “البهجة” الذي يشتهر به سكان مراكش، حيث إن هذا المفهوم يتجاوز مجرد مواجهة التحديات اليومية إلى احتفاء بفرح الحياة البسيطة التي تنبع من التفاعل الحقيقي مع العالم المحيط. يبرز هذا المفهوم في التفاصيل الصغيرة التي يعكسها التصوير الفوتوغرافي، ويمنح الزوار الفرصة لاستشعار الحكمة الشعبية التي تشكل جزءاً لا يتجزأ من الحياة في مراكش. فكل لحظة تلتقطها الكاميرا في هذه المدينة تحمل معها رسالة عن التناغم بين الناس والبيئة.
إن المعرض الذي يعرض هذه الصور يُعتبر جسراً ثقافياً يساهم في نقل تراث مراكش إلى جمهور أوسع، إذ يشكل نقطة تلاقٍ بين الزوار والسكان المحليين. ومن خلال هذه اللقاءات، يتم تبادل الأفكار والقصص التي تعكس التنوع الثقافي والإنساني الذي يميز المدينة. ويُعتبر هذا النوع من التبادل الثقافي فرصة للجميع للتعرف على حياة أخرى تختلف عن حياتهم اليومية، مما يساهم في بناء علاقات ثقافية قائمة على الاحترام المتبادل.
وبالإضافة إلى المعارض الفوتوغرافية، يواصل المجلس الجهوي للسياحة تنظيم فعاليات ثقافية ومهرجانات تهدف إلى إبراز التراث المراكشي بمختلف جوانبه. يشمل ذلك الحرف اليدوية والفنون التقليدية التي تعتبر من أبرز ملامح الهوية المحلية. كما يسعى المجلس إلى تشجيع الزوار على المشاركة في ورشات العمل التفاعلية التي تتيح لهم تعلم بعض المهارات الحرفية مباشرة من الصناع المحليين، مما يعزز فهمهم للثقافة المراكشية ويرسخ علاقتهم بها.
تساهم هذه الفعاليات في نشر ثقافة السياحة المسؤولة التي تحترم التقاليد والممارسات المحلية، حيث يعمل المجلس على تحفيز الزوار على الاهتمام بالتراث الثقافي وحمايته. علاوة على ذلك، تمثل هذه المبادرات وسيلة لتعريف الزوار بتفاصيل الحياة اليومية التي تمثل جوهر المجتمع المراكشي، ويشجع المجلس من خلال هذه الفعاليات على تبادل الخبرات بين الزوار والمجتمع المحلي، مما يعزز الروابط الإنسانية والثقافية.
ومن خلال الحملات الترويجية التي يقيمها المجلس، يتم جذب الزوار إلى المدينة مع تقديم تجارب أصيلة تعكس التراث الشعبي. ويشمل ذلك إظهار الحياة التقليدية في مراكش من خلال المهرجانات والحفلات التي تتيح للمشاركين تجربة الأطعمة المحلية، والموسيقى، والرقصات التي تشتهر بها المدينة. من خلال هذه التجارب المتنوعة، يساهم المجلس في جعل التراث المغربي أكثر وضوحاً وقرباً من الجمهور.
في إطار هذه المبادرات الثقافية، يسعى المجلس إلى الحفاظ على التراث غير المادي للمدينة وتعزيزه من خلال تقديم الفعاليات المتنوعة التي تسهم في نقل هذا الإرث الثقافي إلى الأجيال القادمة. وبذلك، لا تقتصر هذه الأنشطة على تقديم مراكش كوجهة سياحية فحسب، بل هي تسعى إلى جعلها مركزاً حيوياً ينبض بالحياة الثقافية التي تعكس تمازج العراقة مع الحداثة.