موقع اناقة مغربية وشهيوات و وصفات حلويات المغربية للمرأة المغربية الحادكة

مريم الزعيمي تقدم مسرحية “فوضى” للنقاش حول تأثير التكنولوجيا على العلاقات الزوجية


تستعد فرقة المسرحيين المتحدين لإطلاق عرضها المسرحي الجديد “فوضى”، الذي سيُعرض في مسرح باحنيني بالرباط يوم الاثنين 18 نوفمبر 2024 في الساعة السابعة مساءً. يأتي هذا العرض في إطار برنامج توطين الفرق المسرحية الذي تنظمه وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة لعام 2024. يعد هذا العمل خطوة جديدة للمسرحيين المتحدين لإبراز إبداعاتهم المسرحية والتفاعل مع القضايا المعاصرة التي تمس الحياة الاجتماعية والنفسية للأفراد.

1

2

3

تُعد مسرحية “فوضى” من تأليف أحمد السبياع، الذي تمكن من تقديم معالجة درامية معاصرة تسلط الضوء على التشابكات النفسية والاجتماعية في العلاقات الزوجية. كما أن مريم الزعيمي قد تولت مهمة الإخراج والدراماتورجيا، حيث قدمت مسرحية تُناقش تأثير التكنولوجيا على الحياة الزوجية بشكل عميق. ومن خلال قصة زواجين مختلفين، تسلط المسرحية الضوء على تأثير العوامل الخارجية مثل الطمع المادي والإدمان على استقرار العلاقات الزوجية.

تتسلسل أحداث المسرحية في إطار يعكس صراعات الأزواج الذين يعانون من تأثيرات هذه العوامل. يتجسد هذا الصراع من خلال شخصيات تؤدي أدوارها كل من أمين ناسور وسارة مروك وأشرف مسياح وذكرى بنويس. هؤلاء الفنانون يتناولون قضايا الطمع والاستغلال والعلاقات غير المتوازنة التي تهيمن عليها السلطة والتبعية العاطفية. من خلال هذه الشخصيات، تُعرض التوترات التي تتولد نتيجة لتدخل العوامل الخارجية في الحياة الشخصية للأفراد.

على مستوى التصميم، استطاعت أسماء هموش أن تقدم سينوغرافيا تجمع بين الإبداع والواقعية، مما يساهم في إبراز الصراع الداخلي للشخصيات. كما أن الإضاءة التي صممها عبد الرزاق أيت باها تضفي طابعًا خاصًا على العرض، حيث تساهم في خلق أجواء درامية تزيد من تأثير المشهد على الجمهور. إلى جانب ذلك، أكمل ياسر الترجماني العمل بتأليفه للموسيقى التصويرية التي تدعم الحالة النفسية للشخصيات، مما يجعل كل لحظة في المسرحية تحمل معانٍ عميقة تدعو للتفكير.

تُظهر المسرحية كيف أن التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي قد أصبحت جزءًا من حياة الأزواج، لتصبح أدوات للفوضى في علاقاتهم. إذ تؤدي هذه الأدوات إلى تفكك العلاقات النفسية بين الأزواج، فتحجب التواصل الحقيقي بينهم وتُدخل تدخلات خارجية قد تساهم في إضعاف الروابط بينهم. من خلال هذه الرؤية، تتساءل المسرحية عن تأثير القيم المعاصرة وأولويات الأفراد في ظل هيمنة التكنولوجيا على حياتهم الشخصية.

تعمل المسرحية على تسليط الضوء على الأزمات النفسية الناتجة عن هذه التأثيرات الخارجية، حيث تظهر العلاقة بين الزوجين كمساحة مليئة بالصراع والتمزق الداخلي. فالأزواج في “فوضى” يواجهون تحديات كبيرة بسبب العوامل المحيطة بهم، التي تتجاوز حدود الحياة الزوجية لتشمل القيم الاجتماعية والنفسية. هذه القيم تتعرض لإعادة تقييم بسبب ما تفرزه التكنولوجيا من تأثيرات عميقة على الأفراد في المجتمع.

من خلال عرض “فوضى”، يفتح المسرح المغربي نافذة جديدة على الواقع المعاصر، حيث يصبح من الضروري التفكير في دور المجتمع في إعادة صياغة أولويات الأفراد. تتجاوز المسرحية حدود الحياة الزوجية إلى مسألة أوسع تتعلق بكيفية تأثير التكنولوجيا على تفاعلات الإنسان وعلاقاته. هذه القضايا تطرح أسئلة حول دور الأسرة والمجتمع في حماية القيم الإنسانية الأساسية في ظل تحديات العصر الرقمي.

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا