شهدت مدينة الدار البيضاء في نهاية الأسبوع الماضي حدثًا ثقافيًا مميزًا، حيث قدمت مدرسة المشاهد الصغير العرض الأول لمسرحية “إلى القمر” باللغة الدارجة المغربية، وهي خطوة جديدة على مستوى العروض المسرحية الدولية للأطفال في المملكة. العرض، الذي كان قد تمت ترجمته سابقًا إلى عدة لغات مثل الماندرين والإنجليزية والفرنسية، نقل الجمهور إلى عالم من الأحلام والمغامرات الخيالية.
1
2
3
المسرحية التي تعرض قصة تارا، الفتاة الصغيرة التي تنطلق في رحلة لإنقاذ القمر بعد اختفاء جدها، قدمت مزيجًا رائعًا بين المسرح التقليدي والرسوم المتحركة. خلال العرض، استطاعت الممثلة المغربية نسرين بنشارة أن تُحيي شخصية تارا ببراعة، مما جعل الأطفال والكبار يتفاعلون مع أحداث المسرحية بين الضحك والتأثر. كانت الأجواء في القاعة مليئة بالسحر والإثارة، حيث تم نقل الحضور إلى عالم الطفولة الخيالي بكل تفاصيله.
يعتبر هذا العرض بمثابة علامة فارقة في الساحة الثقافية المغربية، حيث يمثل خطوة هامة في تقديم الأعمال المسرحية الدولية للأطفال بلغة الدارجة المغربية. وهو يأتي في إطار استعدادات مدرسة المشاهد الصغير لموسم 2024/2025، حيث ستواصل تقديم عروض موجهة للأطفال والمراهقين، مع تمكينهم من التفاعل مع ثقافات متنوعة من خلال العروض التي سيتم تقديمها بالفرنسية والدارجة.
ومدرسة المشاهد الصغير، التي تمتلك تاريخًا طويلًا في المجال الثقافي يمتد لأكثر من عشر سنوات قدمت خلالها أكثر من 300 عرض، تلتزم بمواصلة تقديم المسرح للجميع، متبنية شعار “المسرح للجميع”. كما تدعم الوزارة المعنية هذه المبادرة، التي تعد أكثر من مجرد تقديم عروض مسرحية، بل تمثل أيضًا دعما تربويا متكاملا للمعلمين والأهالي، من خلال تنظيم جلسات ودورات تعليمية تهدف إلى تعريف الشباب بعالم المسرح الحي.
إلى جانب العروض العامة، تقدم مدرسة المشاهد الصغير جلسات خاصة ومجانية للمدارس الحكومية والجمعيات، مما يمنح جمهورًا أوسع الفرصة لاكتشاف الفنون المسرحية. تهدف هذه المبادرة إلى توسيع دائرة الاهتمام بالمسرح وتشجيع الشباب على المشاركة في الأنشطة الثقافية.
وفي إطار الموسم الجديد، ستواصل مدرسة المشاهد الصغير تقديم سلسلة من العروض الممتعة، مع عرض شهري مخصص للأطفال والمراهقين، يشمل 8 إنتاجات دولية، وتستضيف الدار البيضاء والرباط هذه العروض التي سيتم تقديمها باللغتين الفرنسية والدارجة المغربية، لضمان تجربة ثقافية غنية للأطفال من مختلف الأعمار، وتحقيق تواصل حيوي مع جمهور واسع.