في إطار فعاليات المؤتمر العالمي للفلامينكو، نظم المعهد الثقافي الإسباني “ثيربانتيس” مساء الثلاثاء بمراكش أمسية فنية رائعة. الحدث، الذي جلب عشاق هذا الفن العريق، كان تحت عنوان “أن دانثاس”، وجسد تجربة صوتية وبصرية فريدة جمعت بين الموسيقى والرقص بطريقة ممتعة ومدهشة.
1
2
3
العرض الفني جمع بين الموهبة الاستثنائية لعازفة الغيتار الإسبانية الشهيرة أنتونيا خيمينيث، التي تُعد واحدة من أبرز الأسماء في عالم العزف على الغيتار النسائي، والراقصة المبدعة روساريو توليدو، التي أضفت لمسة شخصية على رقصات الفلامنكو. لقد تميز هذا العرض بعرض مشترك بين عازفة الغيتار والراقصة، حيث أن كل واحدة من الفنانتين أظهرت موهبتها الفائقة بأسلوبها الفريد.
تفاعل جمهور مراكش بشكل غير عادي مع هذه الأمسية الفنية، حيث بدت مشاعر الإعجاب واضحة على وجوه الحاضرين، الذين استمتعوا بالأداء الرائع من أنتونيا على الغيتار، والذي صاحبته رقصات روساريو المتقنة والمليئة بالتعبير الفني. كان من الواضح أن التنسيق بين الأداء الموسيقي والرقص قد وصل إلى درجة من التناغم والانسجام، مما جعل العرض أكثر تأثيرًا على الحضور.
وفي حديثهما لوكالة المغرب العربي للأنباء، عبر الثنائي الإسباني عن فخرهما بوجودهما في المغرب لتقديم هذا العرض المميز، مؤكدين على عمق العلاقة بين الأداء الموسيقي والرقص في فلامنكو. كما أوضحتا أن العرض يجسد حوارًا فنيًا حميميًا بين أسلوبين مختلفين في التعبير عن نفس الفن، أحدهما من خلال الأصوات الموسيقية، والآخر من خلال الحركات الرقصية المتناغمة.
المزيج بين الغيتار الفلامنكو التقليدي ورقصات توليدو المتجددة كان في قمة الروعة. استطاعت أنتونيا أن تأسر القلوب بعزفها الدقيق والعاطفي، بينما كانت روساريو توليدو تتنقل بين الحركات الرشيقة والمليئة بالقوة، مما أضفى على العرض طابعًا فنيًا متميزًا جمع بين الأصالة والتجديد.
هذه الأمسية، التي جاءت في وقت مناسب في إطار المؤتمر العالمي للفلامنكو، أكدت مرة أخرى على قدرة فن الفلامنكو على تجاوز الحدود الثقافية والجغرافية، مُظهِرة تنوعه وجماله في مختلف أشكاله.