أثار الممثل المغربي أنس الباز الجدل مؤخرًا بعد تصريحاته حول رفضه تجسيد أدوار مثليّة جنسية في الأعمال الفنية، رغم العروض المالية المغرية التي تُقدّم له. ففي حديثه على هامش مهرجان مراكش السينمائي، عبّر الباز عن تمسكه العميق بثقافته المغربية ومرجعيته الإسلامية، معتبرًا أنه لا يمكنه تخطي ما أسماه بـ”الخط الأحمر” في مسيرته الفنية. الباز، الذي اشتهر بأدواره المتنوعة في الدراما المغربية، أكد أن رفضه هذا لا يرتبط بمسألة المال، بل بمبادئه الشخصية التي تحترم تقاليد مجتمعه.
1
2
3
أوضح الفنان المغربي في تصريحات صحفية أنه سبق وتلقى عرضًا مغريًا للقيام بدور شاب مثلي الجنس في فيلم كان سيُعرض على منصة “نيتفليكس”، وهو ما اعتبره عرضًا مغريًا من حيث المكافأة المالية. ورغم ذلك، رفض أنس الباز هذا الدور قائلًا: “ما نقبلش نجسد دور مثلي لأن عندي واحد الخط أحمر اللي هو الثقافة ديالي المسلمة والمغربية”. وفي توضيحه، أضاف الباز أنه رفض تجسيد الدور رغم ثمنه المرتفع، مشيرًا إلى أن ما يقدمه من فن يجب أن يتماشى مع ثقافته ومرجعيته الدينية.
الباز أشار إلى أنه يضع هذه المبادئ نصب عينيه عندما يتعلق الأمر بالاختيارات المهنية، مستبعدًا أي أدوار قد تمس عقيدته أو معتقداته. وقال أيضًا: “الدور فيه بوسة مثلية ورفضتوا لأنه هداك هو الخط الأحمر لعندي، ولم أدرس التمثيل لأجسد مثل هذه الأدوار الفنية”. تعكس هذه التصريحات تمسكه الواضح بمبادئه، ويبدو أنه يفضل البقاء بعيدًا عن أدوار قد تُعرضه للانتقادات أو التشكيك في هويته الفنية والثقافية.
من المعروف أن أنس الباز لم يكن يقتصر في أعماله على دور معين، بل كان قد تنقل بين مختلف الأدوار التي تتراوح بين الكوميدية والدرامية، وهو ما أتاح له فرصًا عديدة لإبراز مهاراته الفنية. لكن، رغم تلك العروض المتنوعة، يبدو أن الباز يفضل التمسك بمواقفه الخاصة في مشواره الفني. وفي الوقت الذي يراه البعض أنه من الممكن تجاوز الحدود الفنية، يظل الباز ثابتًا على قناعاته التي تربط فنه بهويته الثقافية والدينية.
على الرغم من مغريات العروض المادية التي تقدم له، يظل الباز مثالًا للفنان الذي يحرص على الحفاظ على توازن بين نجاحه المهني وبين القيم التي يؤمن بها. يعتقد أن العمل الفني يجب أن يعكس شخصية الفنان وقيم مجتمعه، وبالتالي يرفض الأعمال التي قد تتعارض مع هذه المبادئ. ورغم التحديات التي قد يواجهها في سبيل الحفاظ على هذه المواقف، يبقى أنس الباز ثابتًا في اختياراته الفنية التي لا تخضع للمغريات المالية.
لهذا، يمكن القول أن أنس الباز يمثل نموذجًا للفنان الذي يرفض التنازل عن مبادئه ومرجعيته الثقافية في سبيل الشهرة أو المال. يظل حريصًا على تقديم أعمال تحترم الهوية المغربية والإسلامية، وهو ما يجعل رفضه تجسيد أدوار مثليّة جنسية، سواء في السينما أو التلفزيون، أمرًا يعكس الثبات على المواقف الشخصية.