شهد قصر المؤتمرات بمدينة مراكش، يوم الأربعاء، العرض الأول لفيلم “في حب تودا” للمخرج المغربي نبيل عيوش، ضمن قسم “العروض الاحتفالية” في الدورة الـ21 من المهرجان الدولي للفيلم. يمثل هذا العرض تتويجاً لمسيرة الفيلم بعد أشهر من عرضه العالمي الأول في مهرجان كان السينمائي في مايو 2024.
1
2
3
في كلمته بالمناسبة، أعرب المخرج نبيل عيوش عن سعادته البالغة بإطلاق فيلمه في المغرب، مؤكدًا على خصوصية هذا الحدث، حيث كان الفيلم قد نال إشادة كبيرة في المهرجان الفرنسي. كما أشار إلى أن الفيلم يحتفي بفئة هامة من النساء المغربيات، وهن “الشيخات”، اللاتي كن رمزًا للمقاومة والحرية، وتحدين القيود الاجتماعية في مجتمعهن من خلال الفن والموسيقى.
يحكي فيلم “في حب تودا” قصة عاطفية مشوقة تُعرض من خلال شخصية “تودا”، وهي شابة تعيش في قرية مغربية، حيث تتحول حياتها بشكل مفاجئ بعد سلسلة من الأحداث الصادمة. تبدأ تودا، التي تؤدي دورها الفنانة نسرين الراضي، في السعي لتحقيق حلمها في أن تصبح شيخة، وهو لقب يُطلق على النساء اللواتي يقدمن فنًا تقليديًا حُرًا يعبر عن المقاومة، الحب، والتحرر.
تعيش تودا لحظات مليئة بالتحديات، حيث تواجه الإساءة والإذلال، مما يدفعها إلى اتخاذ قرار مصيري بترك حياتها السابقة والتوجه إلى مدينة الدار البيضاء بحثًا عن بداية جديدة. يستعرض الفيلم في سياق هذه الرحلة الشخصية موضوعات كونية تتعلق بالحب، العائلة، والسعي وراء الهوية في إطار إنساني عميق.
يشارك في بطولة فيلم “في حب تودا” مجموعة من الممثلين الموهوبين مثل جود الشاميحي، جليلة التلمسي، مصطفى بوتنكيت، ولحسن رزوقي. يبرز الفيلم بأدائه الرائع الذي يسلط الضوء على الحياة الداخلية لشخصياته، وتفاعلاتهم مع الأحداث التي تصنع مصائرهم.
فيلم “في حب تودا” لم يقتصر على النجاح في مهرجان مراكش فقط، بل تم اختياره لتمثيل المغرب في جوائز الأوسكار 2025 ضمن فئة “أفضل فيلم أجنبي”. هذا الاختيار يعكس الاهتمام الكبير الذي يحظى به الفيلم على الصعيد الدولي، ويعد تتويجًا لنجاحاته السابقة. فقد حصل الفيلم على العديد من الجوائز المرموقة، بما في ذلك الجائزة الكبرى في مسابقة الأفلام الروائية في مهرجان فالنسيان السينمائي الذي أقيم في أكتوبر 2024.
نبيل عيوش، المخرج والمنتج المعروف، هو عضو في أكاديمية الأوسكار وله تاريخ طويل في صناعة السينما المغربية. سبق له أن أخرج العديد من الأفلام الناجحة مثل “علي زاوا” (1999) و”يا خيل الله” (2012). وفي عام 2021، شارك في مسابقة مهرجان كان بفيلم “علي صوتك”، مما شكل خطوة مهمة في مسيرة السينما المغربية على الساحة الدولية. كما قام في 2022 بإنتاج فيلم “أزرق القفطان” للمخرجة مريم التوزاني، الذي نال العديد من الجوائز الدولية، بما في ذلك جائزة لجنة التحكيم في مهرجان مراكش.
تبرز أهمية فيلم “في حب تودا” ليس فقط في محتواه الفني، بل أيضًا في تأثيره الثقافي والاجتماعي، حيث يلقي الضوء على قضايا المرأة في المغرب والتحديات التي تواجهها في سعيها لتحقيق أحلامها في مجتمع تقليدي.