الفنان عزيز داداس يكشف من مراكش تأثير مسلسل “جوج وجوه” على المجتمع المغربي

أعرب الفنان المغربي عزيز داداس عن دهشته الكبيرة من ردود فعل الشارع تجاه مسلسل “جوج وجوه”، الذي عرض في شهر رمضان الماضي. وأوضح أنه لم يكن يتوقع أن يتسبب دور في هذا العمل الفني في إثارة جدل بهذه الصورة الواسعة. في المسلسل، جسد عزيز شخصية تسول، وهو الدور الذي تم تصويره بطريقة تحمل انتقادات لظاهرة التسول التي انتشرت في بعض المناطق المغربية.

النقد الذي تعرض له المسلسل كان مفاجئًا للفنانين والقائمين على العمل، حيث بدأ بعض المتسولين في الشوارع يتوجهون بالانتقادات اللاذعة لداداس، مبررين موقفهم بأن الدور الذي لعبه أساء إليهم وقلل من مكانتهم في المجتمع. هؤلاء المتسولون رأوا أن تصويرهم في العمل الفني بهذه الصورة السلبية قد أسهم في تشويه سمعتهم أمام الناس. وهذا جعل عزيز يشعر بأن دوره الفني قد تم فهمه بطريقة خاطئة، رغم أنه كان يسعى من خلاله لرفع الوعي بهذه الظاهرة الاجتماعية.

من جهة أخرى، يعكس هذا الحدث التأثير الكبير الذي يمكن أن يحدثه الفن في تشكيل الرأي العام، خاصة عندما يتناول موضوعات حساسة مثل التسول. حيث بات من الواضح أن بعض الفئات الاجتماعية قد تتأثر بشكل مباشر بالأعمال الفنية التي تطرح قضايا تخصهم. وفي حالة “جوج وجوه”، كان لهذه التجربة تأثير غير متوقع، إذ أصبحت تلك الفئة المستهدفة من المسلسل تعتبر نفسها محط انتقاد مستمر، ما ساهم في إثارة هذه الجدلية.

وقد طرح هذا الجدل تساؤلات عن مدى مسؤولية الفنانين في تقديم القضايا الاجتماعية بحذر، وتجنب الإساءة غير المقصودة. رغم أن الغرض من العمل الفني كان تسليط الضوء على واقع مرير، إلا أن ردود فعل الشارع أظهرت ضرورة التفكير في الطريقة التي تُعرض بها هذه القضايا للمجتمع. فقد يتسبب تصويرها بشكل مبالغ فيه أو مشوه في تأجيج التوترات الاجتماعية بدلاً من تعزيز الحوار البنّاء حول الظاهرة.

لم يكن عزيز داداس يتوقع أن يواجه هذا النوع من الانتقادات، وهو الذي يحاول دائمًا من خلال أدواره أن يساهم في التوعية والتغيير الاجتماعي. إلا أن هذه التجربة علمته أهمية التواصل مع الجمهور ومراعاة حساسياته أثناء تناول مواضيع قد تكون شديدة الحساسية. وأوضح في عدة تصريحات أنه كان يهدف إلى تقديم رسالة إنسانية تسعى إلى معالجة قضايا مثل التسول، لكن ما حدث أظهر أن الأمر يتطلب نهجًا أكثر دقة وتفهمًا.