في الدورة 21 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، تحضر الفنانة المغربية نادية كوندا كعضوة في لجنة التحكيم، في تجربة جديدة تضيفها لمسيرتها الفنية. لقاء خاص جمعنا بها للحديث عن مشاعرها تجاه هذه المسؤولية، ومعاييرها لتقييم الأفلام، بالإضافة إلى مشاريعها الفنية المستقبلية.
عن تجربتها كعضوة في لجنة تحكيم مهرجان مراكش، قالت نادية كوندا إنها شعرت بسعادة كبيرة عند تلقيها الدعوة للانضمام إلى اللجنة، موضحة: “لقد كانت لحظة مميزة بالنسبة لي، خاصة وأنني أمتلك العديد من الذكريات مع هذا المهرجان. فقد حضرت مهرجان مراكش عدة مرات، وكنت قد قدمت فيه أول أفلامي ‘عاشقة من الريف’ عام 2011. أعتبر هذا المهرجان فرصة مهمة لتعريف العالم بالفن المغربي، كما أنه يمثل منصة حيوية لتسليط الضوء على الثقافة المغربية في المجال السينمائي”.
تحدثت نادية عن المعايير التي تعتمد عليها في تقييم الأفلام، موضحة أنها تتبع إحساسها الشخصي في البداية، وأكدت: “عندما أشاهد الفيلم، أسأل نفسي، هل شعرت بتأثيره؟ هل نجحت القصة في إثارة مشاعري؟ بعد ذلك، أنظر إلى العناصر الفنية الأخرى مثل السرد والترابط بين الأحداث. أبحث عن الابتكار، ففي بعض الأحيان قد تتكرر المواضيع ولكن طريقة عرضها هي التي تُميز الفيلم”.
وأشارت كوندا إلى أنها تُقدر جميع الأعمال المشاركة في المهرجان، خاصة وأن معظمها يمثل أول أو ثاني تجارب لصانعيها، مما يعكس الجهود الكبيرة المبذولة في إنتاج هذه الأفلام. كما أكدت احترامها الكبير لكل عمل سينمائي، وأنها تهتم بأن تكون القصة والمحتوى لهما تأثير عميق.
بعيدًا عن المهرجان، تطرقت نادية إلى أدوارها السابقة، مؤكدة أن المواضيع المتعلقة بالمرأة ومعاناتها في المجتمع المغربي تبقى الأقرب إلى قلبها. وقالت: “المرأة المغربية وحياتها الاجتماعية هي أكثر المواضيع التي تؤثر فيّ شخصيًا. غالبية الأدوار التي قمت بأدائها تتناول معاناة المرأة في المجتمع، وهذا يجعلني أتمكن من تجسيد هذه الشخصيات بشكل حقيقي، فكوني امرأة مغربية يمكنني أن أشعر بكل تلك المعاناة وأترجمها بكل إحساس”.
وحول فكرة دخولها عالم الإخراج مستقبلاً، صرحت نادية بأنها تفتح الباب لهذا الاحتمال رغم أنها تدرك صعوبة هذا المجال. وأضافت: “فكرة الإخراج موجودة في ذهني، ولكنني أعلم تمامًا أن الكتابة والإخراج يتطلبان الكثير من الجهد والمهارة. قد أفكر في هذا المجال مستقبلاً، ولكنني أرى أنه بعيد في الوقت الحالي”.
أما عن مشاريعها الفنية الجديدة، فقد كشفت نادية كوندا عن مشاركتها في فيلم جديد بعنوان “Behind the Palm Trees” من إخراج مريم بنمبارك. وأوضحت قائلة: “لقد انتهيت مؤخرًا من تصوير فيلم مع المخرجة مريم بنمبارك بعنوان ‘Behind the Palm Trees’. الفيلم تم تصويره في مدينة طنجة، ويستعرض قصة حب بين شاب وفتاة وكيف يمكن لاختيارات الحياة أن تؤثر على مسار حياتهما بشكل غير متوقع”.
نادية كوندا تواصل إثراء المشهد الفني المغربي بمواضيع تتعلق بالمرأة والمجتمع، حيث تسعى دائما إلى تقديم أعمال تلامس واقعنا اليومي وتمنح المشاهد فرصة للتفكير والتفاعل مع القضايا الاجتماعية.
1
2
3