تستعد محكمة الاستئناف بمدينة الدار البيضاء لعقد جلسة جديدة في السادس من يناير المقبل، للنظر في قضية الرابور طه فحصي المعروف بلقب “إلغراندي طوطو”. وتشهد القضية اهتمامًا واسعًا نظرًا للتهم المتعددة التي يواجهها الفنان الشاب. يأتي هذا في سياق سلسلة من الشكاوى التي تقدم بها الصحافي محمد التيجيني ورجل أمن، بعد تنازل مجموعة من الفنانين عن شكاواهم السابقة.
اتهامات عديدة وُجهت إلى “إلغراندي طوطو”، تشمل السب والقذف والتشهير. إلى جانب ذلك، تتعلق بعض التهم بالإخلال العلني بالحياء واستهلاك المخدرات والتحريض على استخدامها، فضلاً عن توثيق ونشر محتوى مخل بالحياء عبر أنظمة المعلومات. هذه القضايا أثارت جدلًا واسعًا بين الجمهور، خاصة مع التباين في وجهات النظر حول سلوكيات الفنان وتأثيره على المجتمع.
وكانت المحكمة الابتدائية الجنحية بالدار البيضاء قد أصدرت حكمًا سابقًا في يناير الماضي. وقضى هذا الحكم بإدانة طه فحصي بعقوبة حبسية موقوفة التنفيذ لمدة ثمانية أشهر. كما تم تغريمه بمبلغ قدره عشرة آلاف درهم. بالإضافة إلى إلزامه بدفع تعويضات مالية للطرف المدني، وذلك على خلفية الشكاوى التي رفعت ضده من قبل الصحافي ورجل الأمن.
تنازل أربعة من الفنانين عن شكاواهم في وقت سابق، مما أضاف بُعدًا جديدًا للقضية. إلا أن استمرار القضية ضد الصحافي ورجل الأمن يبرز التساؤلات حول تأثير مثل هذه المحاكمات على مستقبل “طوطو” الفني. فضلاً عن تداعياتها القانونية التي قد تترك أثراً دائماً على مسيرته ومسؤولياته تجاه الجمهور.
أثارت هذه القضية نقاشًا مجتمعيًا حول حدود حرية التعبير، خاصة في المجال الفني. حيث تباينت الآراء بين من يرون أن أفعال الفنان تجاوزت الحدود المقبولة. وبين من يدافعون عن حقه في التعبير عن نفسه بحرية، على الرغم من الانتقادات. ويشير البعض إلى ضرورة اتخاذ إجراءات تربوية بدلاً من العقوبات القانونية لضمان عدم تكرار مثل هذه السلوكيات.
جلسة الاستئناف المرتقبة تحمل أهمية كبيرة، حيث ستحدد مصير الفنان في هذه القضية. كما قد تسلط الضوء على الدور الذي يلعبه الفنانون كقدوة للمجتمع، خاصة بالنسبة للشباب. ويترقب الجمهور هذه الجلسة بحذر، في انتظار ما ستسفر عنه من أحكام قد تعيد تشكيل مسيرة “إلغراندي طوطو”.
1
2
3