عبد الهادي بلخياط، المغني المعتزل الذي أبهر الجمهور العربي لفترة طويلة بصوته المميز وأدائه الفني، اختار في النهاية الابتعاد عن عالم الغناء والتفرغ للإنشاد الديني. هذه النقلة الكبيرة في حياته لم تأت من فراغ، بل كانت نتيجة لعدة أحداث مؤثرة، أبرزها آية قرآنية تغيرت بسببها وجهة حياته بالكامل.
في حديث جديد له، كشف بلخياط عن كواليس توبته وابتعاده عن الفن، حيث أشار إلى أنه خلال زيارة له للفنان والإعلامي الراحل سعيد الزياني، تلقى تحولا كبيرا في مسار حياته، بعد أن تأثر كثيرا بكلمات الزياني التي كانت تحمل نصائح روحية بعيدة عن أجواء الفن. هذا اللقاء لم يكن مجرد عابر، بل كان نقطة فارقة في حياته الشخصية والفنية، إذ شكل بداية جديدة في توجهه نحو الدين والدعوة.
وتحدث بلخياط أيضا عن الدور المهم الذي لعبته والدته الراحلة في اتخاذه لهذا القرار المصيري، إذ كانت لها تأثيرات عميقة عليه في فترة كانت مليئة بالتحديات. هذا الدعم العاطفي والروحي من والدته جعل بلخياط يقرر الابتعاد عن الغناء والالتحاق بمسار ديني جديد لا علاقة له بعالم الفن الذي عرفه لسنوات طويلة.
الآية القرآنية التي ذكرها بلخياط كانت هي السبب الرئيسي لتغيير مسار حياته بالكامل، إذ قال أن هذه الآية كانت بمثابة الضوء الذي أضاء له الطريق نحو التوبة. وقد كانت هذه اللحظة مفصلية في حياته، حيث أصبح الغناء والطرب جزءا من الماضي بالنسبة له، ليبدأ رحلة جديدة في مجال الإنشاد الديني الذي تعهد أن يخصص له كامل وقته وطموحاته.
بعد قراره بالاعتزال، واصل بلخياط مسيرته في عالم الإنشاد الديني، وشارك في العديد من الفعاليات والمهرجانات الدينية التي تعكس تحوله الروحي. كان من أبرز هذه المشاركات حضوره في مهرجان موازين 2015، حيث أدى أغاني دينية أمام جمهور كبير، مؤكدا بذلك تحوله التام من عالم الفن إلى مجال الوعظ والإرشاد الديني.
تجسد قصة بلخياط نموذجا للعديد من الفنانين الذين اختاروا التوبة والابتعاد عن عالم الفن من أجل حياة جديدة تركز على القيم الروحية والدينية. تلك القصة التي كانت مدفوعة بتأثيرات عميقة من مواقف وأشخاص مروا في حياة عبد الهادي بلخياط، تظل حكاية مثيرة للاهتمام، تثبت أن الإنسان يمكنه دائما أن يغير مسار حياته في أي مرحلة من مراحل عمره.
1
2
3