شهد مهرجان مكناس للمسرح، في دورته الثالثة، احتفاء كبيرا بعدد من الأسماء اللامعة في مجال الفن المسرحي، حيث تم تكريم مجموعة من الممثلين والمخرجين المسرحيين الذين أسهموا في إثراء الساحة الفنية، وذلك خلال حفل افتتاح التظاهرة تحت شعار “مكناس خشبة مسارح العالم”.
أقيم الحفل في أجواء احتفالية متميزة، وشمل تكريم ثلاثة من أبرز الشخصيات الفنية المرتبطة بالمدينة، وهم الممثل والمخرج إدريس الروخ، والممثلة وسيلة الصابحي، والممثل عبد الحق بلمجاهد. هذا التكريم كان بمثابة تقدير لجهود هؤلاء النجوم في إثراء الثقافة المسرحية على مدار سنوات طويلة، وكذلك تميزهم في أعمالهم التي تركت بصمة واضحة في تاريخ الفن المغربي.
من جهة أخرى، أكد بوسلهام الضعيف، مدير المهرجان، في تصريحاته لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن مهرجان مكناس للمسرح يمثل محطة بارزة في المجال الثقافي للمدينة. وأوضح أن مهرجان مكناس يسعى إلى تكوين الشباب وتعزيز علاقتهم بالمسرح، وذلك عبر تقديم برامج ومسابقات متنوعة تشجعهم على الإبداع والمشاركة في هذا الفن الرائع. كما أشار إلى أن المهرجان يفتح أبوابه لالتقاء المسرحيين من مختلف القارات، من أجل تبادل الأفكار والخبرات، وهو ما يسهم في بناء جسور التواصل الثقافي بين المغرب وبقية دول العالم.
على صعيد آخر، عبر عبد الحق بلمجاهد عن سعادته الكبيرة بالتكريم الذي حظي به، مشيدا بالروح التي تميز بها مهرجان مكناس. وأشار إلى أن التكريم يأتي في وقت مثمر من مسيرته الفنية، مبديا سعادته بأن يكون التكريم في أوج عمله الفني، وليس كما جرت العادة في نهايته. هذه النظرة الإيجابية والمميزة نحو التكريم تؤكد روح التفاني في العمل الفني والاستمرار في تقديم الإبداعات.
من جانبه، أعرب إدريس الروخ عن فخره بالتكريم، مشيرا إلى أنه يعد بمثابة “اعتراف حقيقي” بعطاء أبناء مدينة مكناس في عالم الفن، ولا سيما المسرح. وأضاف أن هذا التكريم يساهم في تسليط الضوء على مساهمة المدينة في تكوين خريطة فنية متميزة تجمع بين الإبداع والتجديد في مختلف مجالات الثقافة والفن، ويظهر قيمة الجهود المبذولة من قبل الفنانين المبدعين في تقديم عروض مسرحية متميزة.
أما وسيلة الصابحي، فقد عبرت عن سعادتها الكبيرة بتكريمها في هذه التظاهرة، مشيرة إلى أن التكريم يعد بمثابة “التفاتة جميلة” تضع على عاتق الفنان مسؤولية أكبر لمواصلة التفاني والاجتهاد في مجاله. وأكدت أن هذا النوع من التكريمات يعزز من عزيمة الفنان ويساعده على تقديم المزيد من الأعمال الفنية المبدعة التي تساهم في تنمية الساحة الثقافية في المغرب.
تجدر الإشارة إلى أن حفل الافتتاح شهد تقديم فقرات فنية متنوعة، أعقبها عرض مسرحي مميز بعنوان “جدار”، من إخراج الفنان ياسين أحجام، والذي قدمته فرقة أرض الشاون للثقافات. هذا العرض الذي كان محط إعجاب الحضور، يبرز ما تحمله المسرحيات المغربية من رسائل إنسانية واجتماعية عميقة، بالإضافة إلى إبراز المهارات الفنية العالية التي يتمتع بها المبدعون المغاربة في هذا المجال.
ويستمر مهرجان مكناس للمسرح في جذب الأنظار حتى 15 ديسمبر الجاري، حيث يشارك فيه فنانون من دول مختلفة، منها بوركينافاسو، فرنسا، إسبانيا، تونس، سوريا، والعراق، بالإضافة إلى الاحتفاء بفنانين مسرحيين مغاربة. هذا التنوع الثقافي في المشاركة يعكس سعي المهرجان لأن يكون منصة عالمية لعرض التجارب المسرحية المبدعة، ويعزز من مكانة مكناس كمركز إشعاع ثقافي وفني.
1
2
3