منذ طفولتها، كانت الفنانة المغربية أسماء الخمليشي تميل إلى الفن وتجد فيه ملاذها. بدأت رحلتها في عالم الفن بشكل مبكر، حيث كانت تحرص على التردد على المعهد الموسيقي وتعلم العزف على الآلات الموسيقية، بالإضافة إلى ممارسة المسرح والرقص الكلاسيكي. كانت هذه الأنشطة بمثابة وسيلة للتعبير عن نفسها وإيجاد الراحة النفسية التي بحثت عنها.
على الرغم من حبها الكبير للفن، إلا أن الخمليشي أكدت في تصريحات صحفية أن المجتمع المغربي ما يزال يحمل بعض التحفظات تجاه الجسد والممارسات الفنية التي تعتمد عليه، مشيرة إلى أن “العيب” و”الحشومة” يجب أن يكونا في المبادئ الداخلية للإنسان وليس في المظاهر الخارجية فقط. وتابعت قائلة: “الجسد في مجتمعنا ما يزال يُعتبر طابوًا، ولكن إذا اشتغلنا عليه بممارسة الرياضة أو الرقص، فإن ذلك يعود بالنفع على الجسد والنفس.”
بدأت أسماء الخمليشي مسيرتها الفنية في البداية مع فرقة “زينون”، حيث أمضت عشرة أعوام في هذا المجال، ثم انتقلت إلى عالم السينما، حيث شاركت في أدوار صغيرة في أفلام عالمية. سرعان ما بدأت تتلقى عروضًا للمشاركة في أفلام شهيرة، مثل “قصة وردة” و”محاكمة امرأة” و”فيها الملحة والسكر ومابغاتش تموت”. وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهتها في البداية، إلا أن حبها للفن دفعها للاستمرار في مسيرتها.
وأضافت أسماء أن التحديات التي واجهتها لم تكن مقتصرة على بداياتها الفنية فقط، بل كانت مرتبطة أيضًا بنظرة المجتمع العربي والإسلامي للفن. وقالت: “أي مجتمع عربي مسلم قد يشعر بالخوف من دخول هذا المجال، وكانت عائلتي أيضًا متخوفة، لكنني وجدت راحتي في الفن واستمررت فيه رغم الصعوبات.”
أحد الموضوعات التي تطرقت إليها الفنانة المغربية كان نظرة المجتمع إلى الرقص، حيث أكدت أن هذه الممارسة يجب أن تُنظر إليها كفَنّ وليست ظاهرة سيئة. وأوضحت أن الرقص، سواء في الثقافة الصوفية أو في مجالات أخرى، يحمل طابعًا روحانيًا بعيدًا عن المفاهيم السلبية التي قد ترافقه في المجتمع. وأضافت أن الرقص يمثل فرصة للتعبير الفني والروحاني في آن واحد، مبدية أملها في إنتاج أعمال فنية تجمع بين الكوميديا والموسيقى، وتساهم في تغيير هذه النظرة.
أسماء الخمليشي تواصل العمل على توسيع آفاقها الفنية، معبرة عن رغبتها في المساهمة في مشاريع سينمائية تحمل رسالة تدعو إلى تقبل الرقص باعتباره جزءًا من التعبير الفني الجمالي.
1
2
3