يواصل المخرج المغربي داوود أولاد السيد تقديم أفلامه التي تتسم برؤية فنية عميقة في المهرجانات السينمائية، حيث عرض فيلمه “المرجا الزرقا” في الدورة الـ35 لأيام قرطاج السينمائية. في لقاء مع الجمهور بعد عرض الفيلم، تحدث داوود عن فلسفته السينمائية، موضحاً أن السينما بالنسبة له تعتمد بشكل أساسي على الصوت وليس الصورة، قائلاً “السينما تقوم على قليل من الصورة وكثير من الصوت”، وهو ما يعكس رؤيته الفريدة التي تجعل من الصوت أداة تعبيرية أساسية في أعماله.
أوضح المخرج أن الصوت بالنسبة له يشكل 70% من العمل السينمائي بينما تمثل الصورة 30% فقط. وأشار إلى أن الصوت يمكن أن يعبر عن أمور لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، تماماً كما في فيلم “المرجا الزرقا” حيث لا نرى الصور التي يلتقطها الطفل الكفيف بطل الفيلم، لكننا نشعر بها من خلال الصوت. هذه الفكرة تكشف عن ارتباط عميق بين الصوت والإحساس، وهو ما يعكس إبداع داوود أولاد السيد في ربط الحواس ببعضها البعض في أعماله السينمائية.
رداً على سؤال حول إمكانية العودة إلى المدينة بعد أن دارت أغلب أفلامه في أجواء قروية وصحراوية، أكد داوود أولاد السيد أنه لا يخلق القصة بل الحكايات هي التي تصطدم به وتفرض المكان والزمان.
وأوضح أن السيناريوهات تأتي إليه بشكل طبيعي دون أن يخطط لها مسبقاً. تلك الحكايات هي التي تحدد المكان والزمان، كما حدث في فيلم “المرجا الزرقا” الذي كتبه عبد المجيد الساداتي والحسين الشاني، حيث نشأت فكرة الفيلم بعد أن صادف داوود مجموعة من السياح المكفوفين الذين جاؤوا لزيارة بحيرة في قلب الصحراء المغربية.
فيما يتعلق بأسلوب التصوير، أشار داوود إلى أنه اختار استخدام عدسة واحدة في أغلب المشاهد، لأنها كانت الأنسب لتجسيد “نظر” الطفل الكفيف، وأوضح أن منتج الفيلم وفر له كافة المعدات اللازمة، لكنه يفضل استخدام “القليل” والتركيز على التفاصيل التي تساعد في نقل الرسالة الفنية للفيلم.
كما أن المصور الفوتوغرافي كان له لمسة خاصة في الفيلم، حيث تطرق داوود إلى أهمية التصوير الفوتوغرافي في العمل، قائلاً إنه يشبه الكتابة والقراءة في حضوره الدائم، بما يساهم في نقل عمق المشاعر والأحاسيس التي تنبض عبر اللقطات.
يشارك فيلم “المرجا الزرقا” في المسابقة الكبرى لأيام قرطاج السينمائية إلى جانب العديد من الأفلام المميزة من دول مختلفة، حيث ينافس على جوائز الدورة الـ35 للمهرجان. ويشارك في بطولة الفيلم عدد من الممثلين المبدعين مثل محمد خيي وحسناء طمطاوي ويوسف قادير.
1
2
3