المغرب يستعد للمشاركة في نهائيات كأس العالم للطهاة والحلويات 2025

يستعد المغرب للمشاركة في النهائيات العالمية لمسابقة “le Bocuse d’Or”، وكأس العالم للطهاة والحلويات التي ستُقام في مدينة ليون الفرنسية بين 23 و27 يناير 2025، ضمن فعاليات المعرض الدولي للمطاعم والفندقة والأغذية “سيرا”. تتسم هذه الفعاليات بكونها من أهم الأحداث العالمية في مجال فن الطهي، ما يمنح المغرب فرصة استثنائية لإبراز تميزه على الساحة الدولية.
من خلال الاختبارات القارية التي أجريت في مراكش في شتنبر 2024، تحت إشراف الملك محمد السادس، أظهر الطهاة المغاربة مستوى عالٍ من الاحترافية والإبداع. وقد أثبتوا من خلالها مهاراتهم المتميزة، ما مكنهم من تصدر المسابقة الأفريقية والتأهل للنهائيات العالمية. يشارك المغرب في هذه المنافسات بثقة كبيرة في قدراته، لا سيما في ظل الإنجازات التي حققها الفريق المغربي خلال المراحل التصفوية.
مشاركة المغرب في هذه المنافسات ليست مجرد تمثيل لمطبخه التقليدي، بل هي فرصة لعرض ابتكارات جديدة تهتم بالدمج بين الأصالة والتحديث. تحت إشراف الشاف أحمد بن سملالي، سيشارك الطاهي ياسين بوكداد بمساعدة يوسف لمغاني في مسابقة “le Bocuse d’Or”، حيث سيقدمان إبداعات الطهي التي تستلهم تقاليد المطبخ المغربي مع احترام المعايير العالمية.
تعتبر مسابقة “le Bocuse d’Or” من أبرز التظاهرات في عالم الطهي، فهي تجمع سنويًا الطهاة المبدعين من جميع أنحاء العالم لتقييم مهاراتهم التقنية وفنونهم الإبداعية. في دورة 2025، يتنافس 24 بلدًا بعد اجتيازهم لاختبارات قارية، وهو ما يجعل تأهل المغرب لنهائيات هذه المسابقة حدثًا مميزًا يعكس تطور المطبخ المغربي على الصعيد الدولي.
إلى جانب ذلك، يشارك الفريق المغربي في مسابقة كأس العالم للحلويات، التي تُعد واحدة من أكثر الفعاليات شهرة في مجال صناعة الحلويات على مستوى العالم. فريق المغرب، الذي يضم كلًا من رشيد واكاس وعمر الديب ومحمد اليزيدي، سيقدم حلويات مبتكرة تمزج بين الطابع التقليدي واللمسة العصرية، مع التركيز على الحلويات المثلجة والشوكولاتة والفنون المعتمدة على السكر.
تأسست مسابقة كأس العالم للحلويات في 1989، وهي تجمع أفضل الحرفيين في هذا المجال من جميع أنحاء العالم. وفي نسخة 2025، يتنافس 18 فريقًا من بلدان مختلفة، بعد أن اجتازوا التصفيات القارية التي تم تنظيمها في مراكش. وقد حقق المغرب نتائج مميزة في هذه التصفيات، مما مكنه من حجز مكانه في النهائيات العالمية.
في جانب آخر، يشارك المنتخب المغربي في مسابقة كأس العالم للطهاة، التي ستشهد منافسة حامية بين 12 فريقًا عالميًا. الفريق المغربي، الذي يتكون من الطهاة محمد فاضل الوهابي ولحسن الزاوي ولحسن إدواكريم، سيقدم أطباقًا مبتكرة تعكس ثقافة الضيافة المغربية وقيمها في مجال الطهي. هذه المسابقة تحتفل بفن الطهي الراقي وتسلط الضوء على معايير الاستدامة والابتكار في تقديم الطعام.
يُعتبر المعرض الدولي “سيرا” في ليون محطة مهمة للطهاة وصناع الحلويات من جميع أنحاء العالم. في الدورة السابقة، شهد المعرض حضور أكثر من 210,000 متخصص، ما يعكس الأهمية الكبيرة لهذا الحدث. يتيح المعرض للمشاركين الفرصة لتبادل الخبرات والتعلم من أحدث الاتجاهات في عالم الطهي والحلويات، ويعد بمثابة منصة مثالية للطهاة المغاربة لعرض إبداعاتهم أمام جمهور عالمي.
مشاركة المغرب في هذه المسابقات العالمية تظهر التقدم الكبير الذي أحرزه المطبخ المغربي، كما تؤكد أهمية التفاعل بين الموروث الثقافي والتوجهات الحديثة في فنون الطهي. إن التفوق المغربي في هذه المسابقات ليس مجرد فوز في المسابقات فحسب، بل هو أيضًا اعتراف دولي بمستوى الاحترافية والإبداع الذي وصل إليه الطهاة المغاربة، وهو ما يعزز مكانة المغرب كوجهة سياحية وطهي عالمية.