موقع اناقة مغربية وشهيوات و وصفات حلويات المغربية للمرأة المغربية الحادكة

ظاهرة التسول على مراكش وتأثيرها على المشاريع الاجتماعية وأبعادها الأمنية


مدينة مراكش، إحدى أبرز المدن السياحية في المغرب، تشهد في الآونة الأخيرة تزايدا ملحوظا في ظاهرة التسول التي أصبح من الصعب تجاهلها. ففي شوارعها ومحيطات المحلات التجارية، والمساجد، أصبحت هذه الظاهرة مشهداً مألوفًا يسهم في تغيير الملامح التقليدية لهذه المدينة التي تعج بالحركة السياحية والاقتصادية. والحديث عن التسول لا يتعلق فقط بتأثيره على المنظر العام للمدينة، بل أيضا بمساهمته في تشويه صورة مراكش في أعين الزوار، ما يثير تساؤلات عديدة حول قدرة المشاريع الاجتماعية على التصدي لهذه الظاهرة.
يتسائل العديد من المختصين والشأن المحلي في مراكش عن جدوى الجهود المبذولة لمكافحة هذه الظاهرة، خصوصا أن التسول أصبح يشكل مصدر دخل للعديد من الأشخاص الذين يجيدون استغلال هذه الحالة الإنسانية للظفر بتعاطف الزوار والسكان المحليين على حد سواء. وفي هذا السياق، تسعى السلطات المحلية والجهات الأمنية لمواجهة هذه الظاهرة بشكل فعال، عبر الحملات المستمرة التي تستهدف المناطق السياحية بالدرجة الأولى، من أجل الحفاظ على أمن المدينة وجاذبيتها.
لكن رغم كل هذه المحاولات، يبدو أن السلطات تواجه تحديات كبيرة، ما يجعلها أحيانا تضطر للاستسلام أمام الواقع المتفاقم للظاهرة. على الرغم من الجهود المتواصلة لمحاربة استغلال الأطفال في التسول، إلا أن التسول لا يزال يتنامى في بعض الأحياء والفضاءات السياحية، ليصبح سمة بارزة يصعب التخلص منها. إذًا، هل توفر المشاريع الاجتماعية في مراكش أفقًا حقيقيًا لحل هذه المشكلة أم أنها مجرد حلول جزئية لا تقدم حلًا جذريًا؟
على الرغم من هذه التحديات، شهدت مدينة مراكش خلال العام 2024 تحركات أمنية مهمة لمكافحة التسول، حيث تم معالجة ما يقارب 2514 قضية تتعلق بالتسول. وفقاً للأرقام الرسمية، تم توقيف 2557 شخصًا بسبب ممارستهم لهذه الظاهرة، من بينهم 181 شخصا من جنسيات إفريقية. ومن بين الموقوفين، كان هناك 518 قاصرًا و2039 راشدا، ما يعكس حجم المشكلة ويظهر مدى تنوع الأشخاص المعنيين بها.
في ذات الوقت، أشار وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت إلى أن المقاربة الأمنية لا تقتصر فقط على التصدي لتلك الممارسات بُعدًا زجريًا، بل أيضًا تتكامل مع المقاربة الاجتماعية التي تهدف إلى معالجة هذه الظاهرة بشكل إنساني. ويتضح أن التنسيق مع النيابة العامة والجهات المختصة يشكل ركيزة أساسية في هذه العمليات، إذ يتم التعامل مع العديد من الحالات عبر إيجاد حلول اجتماعية تساعد على الحد من تفشي هذه الظاهرة.
تسعى مراكش من خلال جهودها المستمرة إلى محاصرة مظاهر الانحراف المختلفة، سواء كان ذلك عبر توفير كاميرات مراقبة أو من خلال التدخل المباشر والعمليات الأمنية المتواصلة في شوارع المدينة. من خلال ذلك، تحاول المصالح الأمنية في المدينة تقليص تأثير هذه الظاهرة على حياتها اليومية، مستفيدة من جميع الوسائل المتاحة للحد من تفشيها.
إجمالًا، تبقى ظاهرة التسول في مراكش أحد التحديات الكبرى التي تواجه المدينة على مختلف الأصعدة، من السياحة إلى الأمن، مع ضرورة وجود حلول شاملة تدمج بين الأبعاد الاجتماعية والأمنية، بهدف القضاء على هذا المشهد الذي يضر بصورة المدينة ومكانتها في قلوب زوارها.

1

2

3

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا