في خطوة مهمة نحو تطوير وتحسين المرافق التجارية في الدار البيضاء، بدأت السلطات المحلية في تحضيرات لإطلاق مشروع إعادة تأهيل سوق باب مراكش التاريخي، الذي يعد واحداً من أقدم الأسواق في المدينة. يعود تاريخ هذا السوق إلى عشرينيات القرن الماضي، وقد أصبح اليوم من أبرز المعالم التي تعكس تاريخ وثقافة العاصمة الاقتصادية للمغرب. يهدف المشروع إلى تحديث السوق ليواكب العصر الحديث مع الحفاظ على طابعه التقليدي الذي يميزه.
يمثل مشروع إعادة تأهيل سوق باب مراكش فرصة كبيرة لتحسين الظروف المعيشية والتجارية للسكان المحليين. وتهدف السلطات من خلال هذا المشروع إلى تحسين جودة الخدمات التي يقدمها السوق، بحيث تساهم في تعزيز الاقتصاد المحلي. من بين الأهداف الرئيسية للمشروع تحسين بيئة العمل لتجار السوق ورفع مستوى الأمان والنظافة. بالإضافة إلى ذلك، سيتم تجهيز السوق بتقنيات حديثة تساعد في تنظيم عمليات البيع والشراء بشكل أكثر كفاءة. على سبيل المثال، سيتم تخصيص ثلاجات متطورة لبائعي السمك، مما يساهم في الحفاظ على جودة المنتجات بشكل أفضل.
لن تقتصر هذه التجديدات على تحديث التقنيات والأنظمة، بل ستشمل أيضاً تحسين المساحات العامة في السوق. سيتم تخصيص فضاءات للشحن والتفريغ، وهو ما يسهم في تنظيم حركة البضائع بشكل أكثر سهولة. بالإضافة إلى ذلك، ستتم تهيئة ساحة أمامية في السوق لتكون مكاناً يتيح لسكان المدينة وزوارها الاستمتاع بجو مريح ومتنوع. تهدف هذه الساحة إلى توفير بيئة مفتوحة يمكن للزوار الاسترخاء فيها، مما يعزز من جاذبية المنطقة كوجهة تجارية وسياحية.
من المهم أن نذكر أن عملية إعادة تأهيل السوق تمت من خلال شراكة بين عدة جهات، مما يعكس التعاون المثمر بين مختلف الأطراف المعنية. في 8 مايو 2024، صادق مجلس جماعة الدار البيضاء على اتفاقية شراكة تضم العديد من الأطراف الفاعلة في المشروع، بما في ذلك ولاية جهة الدار البيضاء-سطات، عمالة مقاطعات الدار البيضاء أنفا، ومجلس الجهة. كما شاركت شركة التنمية المحلية “الدار البيضاء للتهيئة” في تنفيذ هذا المشروع الكبير الذي سيساهم في تحويل السوق إلى مركز تجاري حديث.
تتجلى أهمية هذا المشروع في كونه لا يقتصر فقط على تحديث البنية التحتية، بل يعكس أيضاً حرص الجهات المعنية على الحفاظ على الهوية التاريخية للسوق. تعتبر سوق باب مراكش جزءاً مهماً من التراث الثقافي للمدينة، ولهذا فإن الحفاظ على طابعه التقليدي أثناء تحديثه يمثل تحدياً كبيراً. يهدف المشروع إلى دمج عناصر حديثة مع الأصالة التاريخية للسوق، بما يعزز من مكانته كأحد المعالم السياحية والاقتصادية الرئيسية في الدار البيضاء.
1
2
3