هكذا حول المؤثرون الاحتفال بالسنة الأمازيغية إلى ظاهرة تجتاح السوشيال ميديا

شهد الاحتفال بالسنة الأمازيغية تحولاً ملحوظاً مقارنة بالسابق، إذ أصبحت طقوسه تتجاوز نطاق العائلات والمجتمعات المحلية. فقد أضحى هذا الاحتفال موضوعاً بارزاً على منصات التواصل الاجتماعي، مما جعله يظهر بشكل أوسع عبر تطبيقات مثل “إنستغرام” و”تيك توك”. تزايد الاهتمام بهذا التقليد يعكس تطوراً ثقافياً واجتماعياً، حيث بات المستخدمون يوثقون لحظات الاحتفال بشكل متزايد.
صور وفيديوهات المظاهر الاحتفالية بدأت تنتشر منذ مساء أمس الاثنين، لتتحول إلى “ترند” بين فئة المؤثرين الذين استغلوا المناسبة لعرض أزياء أمازيغية أصيلة وتحضير أطباق تقليدية خاصة. هؤلاء المؤثرون، بغض النظر عن أصولهم الثقافية، قدموا هذا التقليد كفرصة لخلق محتوى جذاب، بهدف كسب تفاعل واسع النطاق من جمهورهم المتابع.
وباتت هذه المناسبة جزء لا يتجزأ من أجندة المؤثرين على منصات التواصل. فقد تصدرت حسابات وقنوات العديد منهم مشاهد احتفالات مميزة تنقل روح الحدث إلى جمهور واسع. حوّل هؤلاء المؤثرون المناسبة إلى وسيلة لتحقيق المزيد من المشاهدات وجذب التفاعلات، مما يعكس تحول الاحتفال إلى فرصة تجارية وثقافية في آن واحد.
تميز هذا العام بأنه الثاني الذي يشهد إقرار الاحتفال بالسنة الأمازيغية كعطلة رسمية على المستوى الوطني. جاء هذا القرار بفضل توجيهات ملكية سامية، تؤكد حرص المغرب على الاعتراف بالموروث الثقافي الأمازيغي وتعزيزه. تم اتخاذ الإجراءات المناسبة لتنفيذ هذا القرار، مما أعطى المناسبة طابعاً رسمياً ودعماً حكومياً واضحاً.
وتُعد السنة الأمازيغية فرصة مهمة لتكريم ما يمتلكه المغاربة من معرفة عميقة بالطبيعة ومواسمها. من أبرز هذه المعارف القدرة على التنبؤ بالأمطار وتغيرات الطقس، وهي خبرات تعكس تفاعلاً تاريخياً وثيقاً مع البيئة. هذه السمات الثقافية تبرز تفرد الشخصية المغربية وتعدد أبعادها الرمزية، مما يجعل المناسبة تحمل قيمة تاريخية وحضارية خاصة.
الاحتفال بالسنة الأمازيغية اليوم ليس مجرد مناسبة تقليدية، بل يشكل نافذة تجمع بين الأصالة والحداثة. من جهة، يحافظ على الطقوس الموروثة التي تمتد عميقاً في التاريخ، ومن جهة أخرى، يعكس انفتاحاً على العصر الرقمي، حيث تساهم منصات التواصل في نشر هذه الثقافة وإيصالها إلى جمهور عالمي.