موقع اناقة مغربية وشهيوات و وصفات حلويات المغربية للمرأة المغربية الحادكة

مهرجان مراكش الدولي لفن الحكاية يختتم فعالياته بحكايات تنبض بالبهجة والفرح


اختتمت مؤخراً فعاليات النسخة الثالثة من مهرجان مراكش الدولي لفن الحكاية، الذي يُعد من أبرز الفعاليات الثقافية التي تُعنى بالحفاظ على التراث الشفهي. وقد أقيم المهرجان تحت رعاية سامية من الملك محمد السادس في مدينة مراكش العريقة، المدينة التي طالما كانت مركزاً للثقافة والفن في المغرب. تم تنظيم هذا الحدث من أجل إبراز قيمة الحكواتي كرمز للفرجة والبهجة، ولتسليط الضوء على فن الحكاية التقليدية التي تُعد من أقدم وأجمل أشكال التعبير الثقافي.

1

2

3

وقد شهد المهرجان، الذي استمر لعدة أيام، مشاركة حوالي 100 حكواتي من 30 دولة مختلفة. هؤلاء الحكواتيون قدموا مجموعة من الحكايات المتنوعة والمشوقة التي جذبت العديد من الزوار. هذه الحكايات لم تكن فقط عن مغامرات وأساطير، بل كانت أيضًا وسيلة لتمرير القيم الإنسانية والثقافية التي تميز كل مجتمع. ورغم تنوع المشاركين، كان هناك قاسم مشترك بينهم وهو حبهم لفن الحكي وسعيهم إلى الحفاظ عليه للأجيال القادمة.

تميز مهرجان مراكش هذه السنة بتحقيق رقم قياسي عالمي لأطول حلقة حكائية استمرت لمدة 120 ساعة متواصلة. هذا الحدث الفريد من نوعه أقيم في ساحة جامع الفنا الشهيرة، وهي الساحة التي لطالما كانت مصدر إلهام للفنانين والحكواتيين. الحكايات التي تم سردها في هذه الحلقة الطويلة كانت بمثابة تكريم للتاريخ الشفهي للمغرب ولأهمية هذه الساحة في المشهد الثقافي المحلي والدولي.

من جهة أخرى، شهد المهرجان تكريم بعض الشخصيات البارزة في مجال فن الحكاية، مثل نادية البلغيتي العلوي وجون روو، اللذين حصلوا على لقب “حكواتي مراكش الذهبي” تقديراً لإسهاماتهما في هذا الفن العريق. هذا التكريم لم يكن مجرد تقدير للأشخاص بل كان أيضاً تقديراً للمجهودات التي بذلوها في تعزيز هذا الفن وجعلوه جزءاً لا يتجزأ من الثقافة العالمية. وكانت خيمة الحكي التي تم إقامتها ضمن فعاليات المهرجان بمثابة مركز للإبداع، حيث قام الحكواتيون بسرد قصص مستوحاة من التراث المحلي والعالمي.

تأكيداً على الرسالة التي يحملها المهرجان، أكد مديره، زهير الخزناوي، أن هذا الحدث ليس فقط احتفالاً بفن الحكاية، بل هو أيضاً تجسيد لروح مدينة مراكش. فهو يهدف إلى جمع الناس من مختلف الثقافات حول القصص المشتركة التي تتجاوز الحدود الثقافية واللغوية. من جانبه، أعرب الحكواتي البريطاني جون روو عن إعجابه الكبير بتجربة المهرجان، مؤكداً على أن الحكايات لا تعرف حدودًا، فهي تمتد عبر الأزمان والثقافات وتستطيع أن تلامس قلوب جميع البشر.

إلى جانب الحكايات، نظم المهرجان ورشات عمل موجهة للأطفال والشباب، حيث تم استعراض كيفية استخدام فن الحكاية كأداة تعليمية فعالة. هذه الورش كانت فرصة لتعليم الأجيال الجديدة كيفية الاستفادة من الحكايات في تطوير مهاراتهم الاجتماعية والعقلية. كما تم تنظيم ندوات تناولت مواضيع هامة مثل دور الحكاية في تعزيز الصحة النفسية وكيفية استخدامها في تربية الأجيال وتعليمهم القيم الإنسانية.

وبهذا، استطاع مهرجان مراكش الدولي لفن الحكاية أن يثبت مرة أخرى مكانة مراكش كعاصمة ثقافية عالمية. لم يكن المهرجان مجرد حدث ثقافي، بل كان جسرًا للتواصل بين الثقافات المختلفة، حيث يجمع الناس من أنحاء العالم ليشتركوا في تجربة فنية وإنسانية غنية.

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا