في حديث إعلامي صريح ومباشر عبر برنامج باتشوورك الذي يُبث على قناة ميدي 1، أطلّ الفنان المغربي محمد الخياري على جمهوره بإطلالة مميزة، حيث كشف عن تفاصيل جديدة تخص مسيرته الفنية، وأخرى تتعلق بمسلسل “الدم المشروك” الذي شكل محطة مهمة في مشواره، إضافة إلى الحديث عن علاقته المتوترة مع الفنان محمد الجم والتي أصبحت مادة جدل في الساحة الفنية.
أما بخصوص الدور الذي قدمه في مسلسل “الدم المشروك”، فقد تحدّث الخياري عن عمق التغيير الذي طرأ على شكله من أجل تقمّص الشخصية حيث أكد أنه ولأول مرة في حياته يقوم بحلق شعره بالكامل، وهو أمر لم يكن ليفكر فيه لولا اقتناعه القوي بهذا الدور الذي وجده فرصة لتقديم أداء مختلف يتجاوز الأعمال الكوميدية التي عُرف بها منذ سنوات.
وقد أشار الخياري إلى أن تحمّسه لهذا الدور لم يكن وليد اللحظة، بل جاء نتيجة اشتغاله إلى جانب طاقم درامي محترف يتكوّن من خريجي المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، والذين وصفهم بأنهم يتميزون بوزن فني كبير، مشيرًا إلى أنهم كانوا سندًا فعليًا له في تحسين وتطوير أدائه حيث اشتغل وسط أجواء فنية احترافية رفقة تقنيين وكوتشينغ ذوي خبرة واحترافية ساعدوه على تجاوز رهبة الرجوع إلى الأعمال الدرامية بعد غياب دام لفترة طويلة.
وقد أعرب الممثل المغربي عن سعادته الغامرة بالعودة إلى الدراما من خلال هذا العمل، إذ وجد في مسلسل “الدم المشروك” حافزًا لإعادة إحياء شغفه بالأدوار الجادة التي تسمح له بالتعبير عن إمكانياته التمثيلية بشكل أعمق من مجرد الإضحاك، مبرزًا أنه يطمح إلى الاستمرار في هذا المسار الجديد عبر أعمال أخرى تفتح له آفاقًا مختلفة في عالم الدراما المغربية.
أما بخصوص الخلاف الذي طفا على السطح بينه وبين زميله محمد الجم، فقد أوضح الخياري أنه يعود إلى موقف بسيط لكنه كان مؤثرًا في نفسيته، إذ قال إنه قدم خدمة كبيرة للفنان الجم وكان ينتظر منه فقط كلمة شكر أو تعبيرًا عن الامتنان إلا أنه فوجئ بصمت مطبق تجاه ما قام به مما جعله يشعر بالإحباط، خاصة وأنه يكن له التقدير منذ سنوات، وهو ما دفعه إلى الرد بانفعال وتلفظ بكلمات لم يكن من الصواب أن يقولها، مشيرًا إلى أن الجم بدوره لم يكن موفقًا في رد فعله.
وفي معرض حديثه عن هذا الخلاف، أكد الخياري أنه لا يحمل في قلبه أي ضغينة لزميله محمد الجم، بل كل ما يطلبه منه هو الاعتذار والصلح، لأن العلاقة الإنسانية والفنية التي جمعتهما طويلة ولا يجب أن تتأثر بلحظة توتر، خاصة وأن جمهور كل منهما ينتظر منهما سلوكًا يليق بتاريخهما في الساحة الفنية، معتبرا أن الاعتراف بالخطأ والاعتذار لا يُنقص من قيمة الإنسان بل يزيده احترامًا وتقديرًا في أعين الآخرين.
وختم الخياري حديثه بالتأكيد على أن ما يهمه الآن هو التركيز على تطوير ذاته فنيًا والانفتاح على أدوار جديدة في الدراما والمسرح والسينما، لأن التجربة التي خاضها في مسلسل “الدم المشروك” أعادته إلى دائرة الضوء بشكل فني ناضج ومتزن، وأنه يأمل أن تستمر هذه الانطلاقة برؤية متجددة تمزج بين الأصالة والتطور وتعكس نضجه الفني والإنساني.
1
2
3