في تطور مفاجئ على الساحة الفنية المغربية، خرج الفنان الكوميدي محمد عزام، المعروف بلقبه الفني “بهلول”، بنداء مؤثر ومباشر إلى أصدقائه وزملائه داخل الميدان الفني، راجياً منهم الوقوف إلى جانبه خلال محنة مالية يعاني منها، إذ أصبح مطالبًا بتسديد شيك بدون رصيد تسبب له في متاعب قانونية متزايدة. وقد اختار النجم الشعبي أن يلجأ إلى صفحته الرسمية بموقع “فيسبوك”، ليشرح من خلالها تفاصيل محنته ويطلب العون ممن يعرفونه عن قرب ويقدرون مسيرته الفنية الطويلة ومكانته في قلوب الجمهور المغربي. ولم يُخفِ الفنان ما يمر به من ضغط نفسي واجتماعي، حيث عبر بكلمات بسيطة ومؤثرة عن حاجته المُلِحّة لمبلغ مالي يجنبه التبعات القانونية ويعيد إليه استقراره الأسري والمهني.
وقد أورد “بهلول” في إحدى تدويناته التي نشرها على حسابه الخاص نداءً مباشراً قال فيه إنه يعيش ظرفاً قاهراً يتجاوز قدرته على التحمل، مطالباً زملاءه الفنانين بأن يتعاونوا معه في هذا الوضع العصيب، وموضحاً أن المبلغ المطلوب يهدف إلى تسديد شيك قد يصعّب عليه حياته أكثر إن لم يتم حله في الوقت المناسب. وأشار إلى إمكانية التواصل مع أخيه مراد أو زوجته من أجل التنسيق بشأن تقديم المساعدة، وهو ما يعكس إصراره على معالجة المسألة في إطار شفاف وشخصي دون المساس بكرامته أو خصوصيته أمام الجمهور. وقد تفاعل عدد من متابعيه مع المنشور بتعليقات داعمة، فيما دعا البعض الآخر إلى تفعيل مبادرات تضامنية بين الفنانين لمساعدة كل من يمر بأزمات مشابهة.
وفي تدوينة أخرى كتبها على نفس المنصة الاجتماعية، عاد “بهلول” ليُعبر عن عمق الأزمة التي يعيشها، موضحاً أن ما أصابه يمكن أن يحدث لأي شخص، ومؤكداً أنه يلجأ إلى الله أولاً ثم إلى أهل الخير من زملائه وأصدقائه حتى يتجاوز هذه المحنة الثقيلة. واستعمل كلمات عفوية ومباشرة حين قال إن “النقطة تلو الأخرى تملأ الوادي”، في إشارة إلى أن كل مساهمة مهما كانت بسيطة يمكن أن تُحدث فرقاً وتنقذه من وضع بالغ التعقيد. وقد أضاف أن الضائقة التي يعاني منها ليست إلا مرحلة عابرة، لكنه بحاجة إلى تضامن حقيقي لتجاوزها، مراهناً على حب الناس له وعلى عمق الروابط داخل الوسط الفني المغربي.
ومن الجانب القانوني، شهدت قضية محمد عزام تطوراً جديداً حين قررت النيابة العامة بمدينة فاس تمديد فترة الحراسة النظرية الخاصة به لمدة أربع وعشرين ساعة إضافية، وذلك في سياق استكمال التحقيقات الجارية بخصوص واقعة الشيك بدون رصيد. ويأتي هذا القرار بعد توقيفه من طرف المصالح الأمنية المختصة، ما جعل القضية تأخذ طابعاً قانونياً رسمياً، قد تكون له تداعيات على مسيرته الفنية ما لم يتم تسويته بشكل ودي وسريع. ورغم أن القضية لا تزال في طور البحث والتحري، فإنها أضفت مزيداً من التوتر والقلق على الوضع العام للفنان، خاصة في ظل صعوبة الظرفية التي يمر بها.
وكانت المصالح الولائية للشرطة القضائية بمدينة فاس قد قامت يوم السبت الماضي بوضع “بهلول” تحت تدابير الحراسة النظرية، بناءً على تعليمات من النيابة العامة المختصة، بعد التبليغ عن الشيك الذي لم يتوفر له الرصيد الكافي. وقد تعاملت السلطات الأمنية مع القضية بجدية، حيث تم تفعيل جميع الإجراءات القانونية المنصوص عليها في مثل هذه الحالات، والتي تُلزم التحقيق الشامل والاستماع للأطراف المعنية. ومن المنتظر أن يتم عرض الممثل على أنظار القضاء في الأيام المقبلة، ما سيحدد طبيعة المسار القانوني الذي قد يتخذه الملف حسب نتائج البحث الجاري.
ويُعرف محمد عزام، أو “بهلول”، بكونه واحداً من أبرز الوجوه الكوميدية التي بصمت على حضور قوي في الساحة الفنية المغربية، من خلال أدواره الشعبية التي لامست وجدان الجمهور وساهمت في إدخال البهجة إلى البيوت. ومعروف عنه تواضعه وانخراطه في عدد من المبادرات الفنية والاجتماعية، ما جعل محنته الحالية تحظى بتعاطف واسع من المتابعين والنشطاء على منصات التواصل الاجتماعي. وتبقى دعوته للتضامن بمثابة مرآة تعكس هشاشة الوضع الاجتماعي لعدد من الفنانين المغاربة الذين يفتقرون لنظام دعم مستقر يحميهم من الوقوع في مثل هذه الأزمات المفاجئة.
1
2
3