تتميز الفنانة المغربية حنان الخضر بحرصها الشديد على أن تتناغم شخصياتها التي تجسدها مع تفاصيلها العميقة، فهي لا تكتفي بتقديم أداء عادي، بل تسعى دائما إلى أن تكون أكثر قربًا من الشخصية، حتى تعكس ما تحمله من مشاعر وأفكار بطريقة صادقة. وتعد مشاركتها في المسلسل التاريخي “مسك الليل” واحدة من أبرز محطاتها، حيث سلط الضوء على الثقافة المغربية بكافة جوانبها من خلال الأحداث والشخصيات التي عُرضت.
1
2
3
تحدثت حنان لخضر للصحافة المغربية عن سعادتها الغامرة بمشاركتها في هذا العمل التاريخي، مؤكدة أنها تفخر بتجسيد شخصية “الغالية”، والتي سرعان ما تتحول إلى “مسك”. وأضافت أن هذا الدور يعكس تفاعلها مع التراث المغربي الأصيل، وهو ما جعلها تشعر بالفخر لتمثيل هذا النوع من الأعمال التي تبرز عادات وتقاليد بلدها بشكل واقعي ومؤثر. كما أشارت إلى أن “مسك الليل” هو عمل يترجم الأصالة المغربية بكل معانيها، ويعرضها للمشاهد في أبهى صورة.
في السياق ذاته، تحدثت عن دور “الغالية” الذي تؤديه في المسلسل، مؤكدة أنه دور يتطلب منها تقديم شخصيتها في حالة من التغيير الجذري. فقد كانت “الغالية” تعيش حياة مليئة بالرفاهية والراحة، لكن سرعان ما تغيرت الأمور بسبب حبها لشخص “مولاي اليزيد”، مما جعلها هدفًا لمؤامرات تقلب حياتها رأسا على عقب. وأوضحت أن هذا الحب يشكل نقطة التحول في حياة الشخصية، حيث تتبدل الأحوال من الهدوء إلى التحديات والمشاكل.
وأوضحت حنان أن الحلقات القادمة ستشهد تطورًا كبيرًا في شخصيتها، حيث تتحول من “الغالية” إلى “مسك”، وهي امرأة تواجه مصاعب الحياة بعد مرضها، وتضطر إلى مغادرة أسرتها والانتقال خارج أسوار مدينة سلا. من ثم، تتعرض لحادث مأساوي يؤدي إلى إحراق أسرتها، وهو ما شكل محطًة مفصلية في حياة الشخصية. وأكدت أن هذا التحول العاطفي الكبير في الدور يتطلب منها أداءًا مميزًا يعكس عمق الأحداث والتغيرات التي تمر بها الشخصية.
أما عن السر وراء تميز دورها في “مسك الليل”، فقد أوضحت حنان أنها دائمًا ما تحرص على ارتداء عباءة الشخصية التي تجسدها، بهدف تجسيد المشاعر والتفاصيل التي تتسم بها هذه الشخصية بكل دقة. وأشارت إلى أنها سعيدة بالتفاعل الإيجابي الذي أبداه الجمهور تجاه أدائها، مما يعكس النجاح الكبير الذي حققه المسلسل. وأضافت أنها فخورة بمشاركتها في هذا العمل التاريخي، واعتبرت أن إشادة الجمهور لها تمنحها دفعة كبيرة للاستمرار في تقديم أدوار تتسم بالعاطفة والصدق.
ولم تنسَ حنان أن تشيد بالفريق الفني وبإبداع المخرج هشام الجباري الذي كان له دور كبير في نجاح العمل، حيث وثق في قدراتها وأسند إليها الدور بكل حماس. وأوضحت أنها تعتبره بمثابة الأخ الكبير، وذلك بسبب العلاقة القوية التي تجمعهما خلال فترة التصوير. كما أكدت أن “مسك الليل” هو أول عمل لها بعد مشاركتها في المسلسل الخليجي “سمرقند”، الذي جمعها بعدد من الأسماء اللامعة مثل يوسف الخال وعابد فهد وأمل بوشوشة.
وأضافت حنان أنها تُفضل العمل في المسلسلات التاريخية والواقعية لأنها تشعر أن هذه الأعمال تتيح لها فرصة كبيرة للتعبير عن ثقافة المغرب وجمال تاريخه. كما أن المشاركة في هذه الأعمال تعني لها الكثير، إذ يمكنها من خلال الأدوار التي تؤديها أن تلامس قلوب المشاهدين وتوصل الرسائل التي تحملها الأعمال بكل سلاسة.
وفي ختام حديثها، أكدت حنان أن المغاربة يفضلون الأعمال التاريخية بشكل خاص، وذلك بسبب ارتباطهم العميق بتقاليدهم وثقافتهم التي تمتد لقرون. هذا التعلق الكبير يجعل من المهم تسليط الضوء على هذه العادات والتقاليد في الأعمال الفنية، وهو ما يعكس أهمية المسلسلات التاريخية في إحياء هذه الموروثات الثقافية.