لا ينتبه بعض الآباء أنهم يميّزون بين أطفالهم من خلال تصرفاتهم، بل حتى وإن لامهم أحد الأبناء فهم لا يعترفون بخطئهم ويؤكدون لهم أنهم جميعهم سواسية مثل أصابع اليد، فلا يمكن أن تفضل أحدهم عن الآخر. غير أن الأمر حقيقي، والأطفال في هذه المسألة جد حساسين ويشعرون بالتمييز وبالفرق في المعاملة، وعندما يحدث ذلك تصبح الغيرة مشكلة كبيرة يصعب التعامل معها.
1
2
3
لذلك طرحت خبيرة التربية أليسون مجموعة من التدابير لتجلك أما وأبا عادلا في تعاملك مع أبنائك ولا تشعرهم باختلاف مقدار حبك لأحدهم.
تقول خبيرة التربية أليسون إن أول خطء يقع فيه الآباء هو المقارنة بين الابناء، وتوضح أليسون فكرتها قائلة “بعض الجمل التي يقولها الآباء تفهم بشكل آخر لدى الأبناء فمثلا أن تقول، أختك تنظف غرفتها، لماذا لا تفعل مثلها؟، أو أخوك أنهى واجبهُ، إذا ركزت كنت ستنهيه أنت أيضاً، هذا يعني كما لو أنك تقول لهم أنا أحب أخاك أو أختك أكثر منك، وعوض تحفيزهم تضعف معناوياتهم.
الخطء الثاني الذي يقع فيه الآباء حسب أليسون، هو عندما يصبحوا حكما بين أبنائهم، فإذا وضعك ابنك في موقف الحكم، مثلا كأن تختار من هو الأفضل في إنجاز عمل ما، فمن لأفضل أن تتظاهر على أنك لا تستطيع التمييز، إذا أحس الأطفال بأن أشقاءهم مفضلون أكثر، فهذا يُشعرهم أنهم أقل من أشقائهم.
من التصرفات الخاطئة هو أن يعقد الآباء منافسة بين أبنائهم والتي غالبا ما تنتهي بفائز وخاسر، ما سيجعل الأخير يشعر بأنه أقل من شقيقه الفائز.
لا تتوقع من أكبرهم أن يكون مثلاً أعلى: يستاء الأطفال عندما يُطلب منهم أن يكونوا مثالاً جيداً لأشقائهم الصغار. بل قد يبدو الأمر وكأنك تقول أنك أكثر اهتماماً بتأمين تجربة الصغار مقارنة بالولد الأكبر. وقد يرى الطفل الأمر تمييزاً بأن “حاجة أخي أكثر أهميةً لدى والدي ووالدتي مني”.
وتؤكد أليسون حسب صحيفة الهاف بوست، على أن الآباء لا يجب أن يأخذوا جانباً في أي عراك، إذ يعتقد الآباء أنهم يتدخلون لتصحيح ظلم اقترفه أحد الأطفال تجاه الآخر، ولكنها إشكالية يصعب حلُّها. لأن الشجار يتطلب طفلين أو طرفين كي يندلع، وكل منهما قادر على تغيير اتجاه القتال، إما بتأجيج الصراع أو بالعودة إلى السلام، وعندما تتدخل للدفاع عن طفل، فأنت لا تحمّله المسؤولية عن تواطئه في الشجار. وغالباً ما يكون ذلك الطفل الذي يلعب دور الضحية هو من بدأ الشجار، ثم سارع بالاحتماء بالوالدين، لذا فإن تركهم لمكائدهم من دون تدخل يحسم الصراع سريعاً دون شعور التمييز أو المحاباة من الوالدين.