تلك اللحظة التي مرت بها الأم، لم تكن الأكثر رعبًا، وكان الرعب الحقيقي عندما اندفع طفلها الصغير إلى منتصف الشارع باتجاه عجلات الشاحنة، التي لم يكن سائقها يدرك ما يحدث بالقرب منه، عندها اشتعلت شرارة غريزة الأمومة العظيمة، وبشجاعة كبيرة وسرعة بديهة حاضرة، قامت الأم بالتقاط الطفل قبل أجزاء قليلة من الثانية من مرور عجلات الشاحنة فوقه، وذلك بعد أن أمسكت بطرف ذراع ردائه قبل أن تقوم بإمساكه واحتضانه. ثم وبحركة كانت رحمة الله ترعاهما خلالها، أدارت ظهرها نحو الشاحنة بعد تأكدها من إنقاذها للصغير، لتمر عجلاتها على بُعد مليمترات قليلة فقط منهما.
خلال هذه الثواني المرعبة التي مرّت بها الأم وطفلها، وخلال عملية الإنقاذ الفريدة من نوعها التي قامت بها الأم، لم يكن زوجها يدرك ما حدث خلفه بعد، وذلك كونه كان يحاول أن يعيد توازن الدراجة النارية الذي اختل بعد أن صدمته السيارة، دون معرفة منه ما كان يحدث مع زوجته وابنه، أو أنهما سقطا من الأساس، ولكن بعد أمتار قليلة تنبّه لما حدث وأوقف دراجته.
الفيديو الذي لاقى انتشارًا واسعًا للغاية على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة في العالم، كان قد شهد العديد من التعليقات التي تشيد بموقف الأم الشجاع، وبسرعة بديهتها بالتعامل مع موقف كاد أن يكون قاتلاً لها ولطفلها الصغير بلا أي شك. بالإضافة إلى النقد اللاذع والشديد لصاحب السيارة الذي تسبب بهذه الحادثة، والذي تم نعته من قبل الكثيرين بأنه غير مبالٍ بأرواح الناس، وأنه يتحمل المسؤولية الكاملة.
1
2
3