الثّلوج تهدد سكان الأطلس بكارثة إنسانية..مع الغلاء الرهيب الذي يعرفه حطب التدفئة مما يصعب على الساكنة اقتناءه
فرضت الثّلوج المتساقطة بغزارة في قرى آيت خيجة وأردوز وبونيا بجماعة تونفيت إقليم ميدلت على ساكنة الأطلس مُلازمة بيُوتهم، بينما ظلّت المدارس “خاويةً” هذا الصّباح؛ بعدما تعذّر على التّلاميذ الحضور بسبب الرّياح القوية التي تعرفها المنطقة وكميات الثّلوج المتهاطلة، فيما تواصلُ السّلطات المحلية تدخّلها مخافةً من أن يتحوّل الوضْع إلى “كارثة إنسانية”.
وتعيشُ أسر عديدة في جماعة “تونفيت” على أعصابها بعد فشل كاسحات الثّلوج في إزاحة كميات كبيرة من الثّلج المتساقط، بسبب علوِّ سمكه الذي قارب المتر ونصف المتر، بينما توقّفت الدّراسة في عدد من المناطق التي ما زالت تشهد إلى حدود اللحظة تهاطلاً كبيراً للثلوج.
وكشف إدريس بودجاج، رئيس فرع المركز المغربي لحقوق الإنسان بتونفيت، أنّ “الهاجس الحقيقي لساكنة المناطق الثلجية هو حطب التّدفئة الذي ارتفع سعره إلى 100 درهم للحمولة الواحدة بعدما كان يصل ثمنه في الأوقات العادية إلى 50 درهما”، مبرزاً أنّ “حياة مجموعة من الأسر في خطر، نظرا للبرد الشديد وكثافة الثلوج”.
وأورد بودجاج أنّ “الأسر قرّرت عدم إرسال أبنائها إلى المدرسة مخافة من وقوع كارثة إنسانية، خاصة في ظل محدودية الموارد الطبية المتوفرة في منطقة تونفيت”، مضيفاً أنّ “المنطقة توجد على ارتفاع 1900 متر على سطح البحر؛ وهو ما يجعل الوصول إلى سكان الجبال “مغامرة حقيقية”.
ووفقاً لما نقله مصدر هسبريس، فإن “وزارة الداخلية وفّرت كل الإمكانات اللازمة من أجل حماية الأطفال والأشخاص في وضعية صعبة”، مبرزاً أنّ “السّلطات المحلية قامت بإحصاء متقدّم للنساء الحوامل، كما قامت بإرسالهنّ إلى دار الأمومة في تونفيت وخصّصت سيارات إسعاف لنقل المرضى والمصابين”.
وحاصرت الثّلوج كذلك قرى آيت عبدي وآنفكو واغبالة. وتشير المعطيات المتوفرة إلى أنّ “الساكنة نفدت لديها المواد الغذائية وكذا حطب التدفئة، كما أنّ كل الطرق التي تربط منطقة إملشيل بباقي الدواوير مقطوعة، بفعل التساقطات المطرية والثلجية التي هطلت طيلة الأسبوع الماضي”.
وقال عسو خلفوي، فاعل جمعوي، إنّ “الساكنة في حاجة ماسة إلى حطب التّدفئة بفعل انخفاض درجة الحرارة التي تنزل في بعض الأحيان إلى مستويات قياسية”، مضيفاً أنّ “السلطات المحلية تقوم بمجهودات جبارة لفك العزلة”، داعياً السلطات المعنية إلى “تزويد المؤسسات التعليمية بوسائل التدفئة، قصد توفير أدنى شروط العمل في ظل الظروف الجوية شديد البرودة التي تعرفها المنطقة”.
1
2
3