حتى ولو لم يكن طفلكِ خجولاً ومنطوياً على ذاته، فإنّ مساعدته في بناء الصداقات وتوثيق أواصرها لا يقتصر على إشراكه في نشاطات جماعية واجتماعية على غرار رقص الباليه وكرة السلة. وثمة طرق أخرى لتشجيعه على تكوين رؤيته الخاصة حول الصداقة والأصدقاء، وتطوير مهاراته الاجتماعية ومنحه فرصاً عديدة للتواصل والتفاعل مع أطفال آخرين يُشاركونه الاهتمامات والقيم نفسها.
1
2
3
وفيما يلي بعض ما يُمكن أن تقومي به لحثّ صغيركِ على مدّ جسور الصداقة مع أقرانه:
- اقرأي لطفلكِ عن الصداقة. فالأطفال يتعلّمون الكثير من القصص والروايات التي تُجسّد في شخصياتها وأحداثها مفاهيم الصداقة والتعاطف والمشاركة. ومن ثم، تحدّثي معه عن كل شخصية ورد ذكرها في الكتاب وعن مشاعرها وعن خلاصة القصة التي لا شك ستعلّمه كيف يكون نعم الصديق.
- إلعبي مع طفلك. فالألعاب هي طريقة أكثر من رائعة لتعليم الأطفال كيف يتبادلون الأدوار، باعتبار تبادل الأدوار صفةً أساسية في الصديق الجيد. ابدأي مع طفلك بالألعاب اللوحية البسيطة ثم إنتقلي معه إلى ألعاب أكثر صعوبة. وما أن يُصبح متمكناً من اللعب وتبادل الأدوار، إدعي أحد رفاقه أو زملائه في المدرسة ليزوره ويلعب معه.
- علّمي طفلكِ كيف يشعر مع الآخر ويهتمّ لأمره ويرعاه ويُقدّر وجهة نظره، من خلال إشراكه في نشاطات تهدف إلى مساعدة الآخر. ويُمكن لهذه النشاطات أن تبدأ بسيطة وتتطوّر مع الوقت، كأن تطلبي من طفلكِ مثلاً إعداد بطاقة تهنئة بالسلامة لصديقٍ مريض أو جمع ألعابه القديمة للمستشفيات الخاصة بالأطفال أو صنع الكوكيز لأحد الجيران.
- إمنحي طفلكِ فرصاً عديدة للعب الإبداعي المستقل والحرّ في المنتزه أو الملعب، ولا تدعي اختلاطه بالأطفال الآخرين يقتصر على مواعيد محدّدة مسبقاً للعب المنظّم.
إضافة إلى ما سبق، إحرصي على أن تكوني خير قدوة لطفلك في التصرفات الإيجابية والوديّة مع الآخرين. فالأهل هم أفضل من يمكنه أن يساعد الصغار في تطوير مهاراتهم الاجتماعية، سواء بالمثل الصالح أو بالإثناء وكلمات التشجيع على كل فعلٍ جميل بحق الآخر.