تسود حالة من التعبئة الكبيرة في صفوف الأطقم الطبية والصحية على مستوى المراكز الصحية والاستشفائية بمدينة مراكش، لاستقبال وتقديم الإسعافات الضرورية للمصابين جراء الزلزال الذي ضرب ، مساء أمس الجمعة ، إقليم الحوز ، واستشعره سكان عدد من مدن المملكة.
1
2
3
فعلى مستوى المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بالمدينة الحمراء ، تجند كافة العاملين بهذه البنية الاستشفائية من أطباء وممرضين وأطقم أخرى منذ الساعات الأولى لحدوث الهزة الأرضية ، لإسعاف المصابين والضحايا المتوافدين من المدينة ومن مناطق مختلفة بجهة مراكش آسفي تضررت بفعل الزلزال، ولاسيما إقليم الحوز الذي تعرض لخسائر كبيرة في الأرواح والبنية التحتية .
وفي هذا السياق، أكد الدكتور أيوب كازا ، عضو جمعية المقيم بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس، أن جميع الموارد البشرية من أساتذة وأطباء مقيمين وداخليين وممرضين ومعاونين تعبؤوا منذ الساعات الأولى للزلزال لتقديم الإسعافات الأولية والعلاجات الضرورية للضحايا ، مضيفا أن فرق الإنقاذ تواصل عملية نقل المصابين إلى المستشفى الذي استقبل العديد من الجرحى من مختلف المناطق بالجهة .
وأوضح في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، أن الجرحى يعانون من إصابات مختلفة على مستوى الرأس والأطراف والجهاز التنفسي، مؤكدا أن المركب الجراحي على مستوى المركز الاستشفائي الجامعي يشتغل بطاقته الاستيعابية القصوى ، حيث تبذل الفرق الجراحية المختصة، بالأساس، في العظام والجهاز الهضمي والأعصاب وأطباء الانعاش والتخدير والفحص بالأشعة جهودا كبيرة لإجراء التدخلات الجراحية اللازمة وإسعاف الحالات الحرجة .
وأبرز أنه تم تخصيص وحدة مكلفة باستقبال المصابين وتصنيفهم بحسب مستوى الإصابات التي يعانون منها ، حيث يتم توجيه الحالات الحرجة جدا إلى مصلحة مقاومة الصدمات لضمان استقرار حالتهم الصحية قبل اجراء الفحوصات التكميلية ، فيما تتلقى الحالات المصابة بجروح طفيفة العلاجات الضرورية قبل مغادرتها المستشفى .
وفي السياق ذاته ، يشهد المركز الجهوي لتحاقن الدم بمراكش منذ صباح اليوم السبت توافد أعداد كبيرة من المواطنين، رجالا ونساء ومن مختلف الأعمار، وذلك استجابة لنداء وجهه المركز ليلا للتبرع لصالح المتضررين من الزلزال.
وعلى غرار باقي المغاربة ، أبان المراكشيون عن قيم التضامن والتآزر على إثر هذا الزلزال، معتبرين أن التبرع بالدم يعد واجبا بالنسبة للجميع ومسؤولية كل فرد من أفراد المجتمع في هذه الظروف الصعبة .
وفي هذا الصدد، قال محمد، وهو شاب ينحدر من مدينة مراكش، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ” جئت إلى مركز تحاقن الدم منذ الساعات الأولى من صباح اليوم للمساهمة في هذه المبادرة الإنسانية لإنقاذ أرواح المتضررين ” .
وتابع ” منذ قدومي للمركز حظيت باستقبال في ظروف جيدة وقمت بالتبرع بالدم ” ، منوها بالمهنية والتعبئة التامة للأطباء والمسؤولين بالمركز .
ولم يقتصر توافد المراكشيين على مركز تحاقن الدم على الرجال، وإنما شمل أيضا النساء من مختلف الأعمار، واللاتي عبر عدد منهن في تصريحات مماثلة، عن حرصهن على المشاركة في هذه البادرة النبيلة التي تعكس قيم التضامن الفعال والمواطنة المسؤولة التي يتحلى بها المجتمع المغربي على الدوام ، داعين باقي المواطنين إلى الانخراط وبكثافة في هذه العملية .
وكان المركز قد أعلن فور تسجيل الهزة الأرضية عن تعبئة كافة الموارد البشرية واللوجستيكية لاستقبال المتبرعين في أفضل الظروف لتقديم المساعدة للضحايا.