تعتبر الحاجة الحمداوية واحدة من الأسماء اللامعة في سماء الفن الشعبي المغربي، حيث جسدت روح التراث والثقافة المغربية من خلال أغانيها وأدائها الفريد. ولدت في 25 مارس 1929 في مدينة فاس، وقد نشأت في بيئة غنية بالتقاليد الفنية التي أثرت في مسيرتها الفنية لاحقا.
1
2
3
بداياتها في الفن الشعبي
بدأت الحاجة الحمداوية مسيرتها الفنية في مرحلة مبكرة من حياتها، حيث كانت تغني في المناسبات العائلية والمهرجانات الشعبية. تأثرت بشكل كبير بالبيئة الاجتماعية والثقافية من حولها، مما ساهم في تشكيل أسلوبها الفريد في أداء الفن الشعبي المغربي. وقد كانت العيطة، أحد أشهر أنواع الغناء الشعبي في المغرب، هي السمة البارزة في أغانيها، إذ استخدمت فيها كلمات تعكس القضايا الاجتماعية والمشاعر الإنسانية.
أغانيها ومواضيعها
قدمت الحاجة الحمداوية مجموعة واسعة من الأغاني التي لاقت رواجا كبيرا في المجتمع المغربي. تناولت في كلماتها مواضيع متنوعة تتعلق بالحب، الفراق، والواقع الاجتماعي. كانت تعبيراتها الصادقة والمليئة بالمشاعر تلامس قلوب مستمعيها، مما جعلها واحدة من أحب الفنانات لدى الجمهور المغربي.
نجاحها وشهرتها
استمرت الحاجة الحمداوية في تقديم عروضها الفنية في مختلف المناسبات والمهرجانات، محققة شهرة واسعة ليس فقط في المغرب ولكن أيضا في دول عربية أخرى. كانت تحضر للعديد من الفعاليات الثقافية، مما أتاح لها فرصة إبراز الثقافة المغربية في الخارج. عرفت بإطلالاتها الجذابة وأدائها القوي، مما جعلها رمزا من رموز الفن الشعبي.
إرثها وتأثيرها
على الرغم من وفاتها في 7 سبتمبر 2021، إلا أن إرث الحاجة الحمداوية لا يزال حيا في قلوب محبيها. يعتبر فنها الشعبي جزءا أساسيا من التراث الثقافي المغربي، وقد أثرت بشكل كبير على العديد من الفنانين الجدد الذين استلهموا من أسلوبها. تدرس أعمالها في المعاهد الموسيقية، وتستخدم كمادة تعليمية للأجيال الجديدة.
ستبقى الحاجة الحمداوية رمزا للفن الشعبي المغربي، حيث قدمت تجربة فنية فريدة تجمع بين الأصالة والحداثة. إن صوتها وأغانيها ستبقى حية في وجدان الشعب المغربي، تعكس واقعهم وتطلعاتهم، مما يجعلها واحدة من أبرز الشخصيات في تاريخ الموسيقى المغربية. إن مسيرتها الفنية تظل مصدر إلهام للفنانين والمستمعين على حد سواء، مما يضمن استمرار تأثيرها عبر الأجيال.