موقع اناقة مغربية وشهيوات و وصفات حلويات المغربية للمرأة المغربية الحادكة

صناعة الحصير التقليدية في المغرب إرث ثقافي مهدد بالزوال


 

1

2

3

تعتبر صناعة الحصير التقليدية في المغرب واحدة من أقدم وأجمل الصناعات اليدوية، حيث تعكس إرثا ثقافيا فريدا ومتنوعا. على الرغم من جاذبيتها وعمق جذورها التاريخية، فإن هذه المهنة تواجه تحديات كبيرة تهدد استمرارها. فقد أدت المنافسة القوية من صناعة الحصير الحديثة إلى جعل هذه الصناعة التقليدية عرضة لخطر الانقراض، مما يستدعي التحرك العاجل لحمايتها.

تاريخ صناعة الحصير:

تعود جذور صناعة الحصير التقليدية إلى مئات السنين، ويشير أحد الحرفيين المخضرمين، محمد المؤدب، إلى أن هذه الصناعة تعتبر من “الصناعات النادرة في العالم الإسلامي”. بدأت هذه الحرفة مع الفتوحات الإسلامية في جنوب أوروبا، وبالأخص في الأندلس، حيث ظهرت صناعات فنية راقية مثل الفسيفساء والزخارف المعمارية. هذا التاريخ الغني يجعل الحصير جزءا لا يتجزأ من الهوية الثقافية للمدن المغربية، مثل مدينة سلا، التي تفتخر بتاريخها الحرفي العريق والذي يعكس تنوع الثقافات التي مرت عليها.

الأهمية الثقافية والحرفية:

تشكل ورشة محمد المؤدب، الواقعة في المدينة العتيقة بسلا، واحدة من الرموز الفنية والثقافية في المدينة. يعكس الحصير التقليدي مزيجا من الفنون العربية والأمازيغية والأندلسية، مما يجعله تعبيرا حيويا عن التنوع الثقافي المغربي. ومن خلال الحصير، يستطيع الناس استكشاف لمحات من تاريخهم الثقافي والفني، حيث يظل الحرفيون الممارسون لهذه الصناعة يحملون القيم والمعارف التي توارثوها عبر الأجيال.

التحديات والتهديدات:

أصبح عدد الحرفيين في هذا المجال يتناقص بشكل ملحوظ، ويعود ذلك إلى مجموعة من العوامل مثل التهميش ونقص الدعم من الجهات المعنية. الحرفيون يشيرون إلى أن الحصير التقليدي لم يعد مطلوبا إلا في بعض المساجد العتيقة وبعض الفنادق التي تسعى للحفاظ على الفنون التقليدية في ديكوراتها. ومع تزايد الاعتماد على الصناعات الحديثة، فإن الحاجة إلى التدخل الفوري للحفاظ على هذه الصناعة التراثية أصبحت ملحة.

عملية صناعة الحصير:

تتطلب صناعة الحصير التقليدي مهارات فنية عالية وعملا يدويا دقيقا. تستخدم نباتات معينة تعرف باسم “السمار”، والتي تجمع وتجفف لتشكل نسيج الحصير. يتكون هذا النسيج من أدوات خشبية تقليدية، مثل “البالو”، التي تعود جذورها إلى العصر الأندلسي. يقوم الحرفيون بجلب هذه النباتات من مناطق عدة في المغرب، مثل أزمور والخميسات والحاجب، حيث تعتبر هذه المناطق غنية بالنباتات اللازمة لصناعة الحصير.

دعوة للحفاظ على الحرفة:

دعا الحرفيون إلى ضرورة العناية بصناعة الحصير التقليدية، نظرا لما تمثله من قيمة تراثية وفنية قديمة. يبرز الحرفيون أهمية وجود برامج دعم وترويج لصناعة الحصير، لرفع الوعي حول قيمتها ومكانتها في الثقافة المغربية. كما يأملون أن يتمكنوا من استعادة الاهتمام بهذه الحرفة التي تعبر عن المخزون الحضاري المغربي.

إن صناعة الحصير التقليدية في المغرب تمثل جسرا بين الماضي والحاضر، وهي تجسد الفنون والحرف اليدوية التي تحتاج إلى دعم ورعاية. ينبغي أن تتضافر جهود المجتمع الدولي والمحلي لحماية هذه الصناعة التراثية، لضمان استمراريتها كجزء حيوي من الهوية الثقافية المغربية.

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا