الفنان محسن مالزي يكشف الرسالة التي يبلغها المسلسل المغربي الجديد “ناس الملاح”

في عالم الفن الدرامي، تتجلى أحيانا رسائل عميقة تعكس واقع المجتمعات، وهذا ما يقدمه المسلسل المغربي الجديد “ناس الملاح”. يتحدث الفنان محسن مالزي عن هذا العمل بشكل مميز، موضحا كيف ينقل بين طياته تلاقح الثقافات والأديان من خلال علاقة المسلمين المغاربة واليهود الذين يعودون إلى أحيائهم القديمة لاسترجاع ذكريات الماضي.

تلاقح الثقافات والذكريات:

يؤكد مالزي في تصريحاته للصحافة المغربية أن المسلسل يعيد تسليط الضوء على شريحة من اليهود المغاربة الذين تعود جذورهم إلى أحياء معينة في المغرب. يبرز العمل كيف أن هذه العودة ليست مجرد رحلة جغرافية، بل هي أيضا رحلة عاطفية تحمل في طياتها الحنين والذكريات. إذ يعود هؤلاء اليهود إلى حي “الملاح” حيث يتجدد التفاعل مع المسلمين الذين يعيشون في تلك الأحياء، مما يفتح مجالا لحوار إنساني يلامس قلوب المشاهدين.

إعادة صياغة التاريخ:

تسلط أحداث “ناس الملاح” الضوء على فترة زمنية شهدت هجرات كثيرة، حيث يعود اليهود الذين هاجروا في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي إلى المغرب. هذه العودة ليست فقط لاستعادة الأملاك، بل لاستعادة الهوية والترابط الاجتماعي الذي يميز المجتمع المغربي. يعبر مالزي عن أن المسلسل يظهر الكثير من العلاقات المتباعدة، ولكن يمكن رؤية التلاحم في العديد من المواقف التي تبرز القيم الإنسانية النبيلة.

عرض المسلسل وتجربة المشاهدة:

تم عرض “ناس الملاح” خارج السباق الرمضاني، وقد بدأ عرضه الأسبوع الماضي على القناة الثانية. يتكون المسلسل من 15 حلقة، ويعرض بشكل أسبوعي كل يوم خميس. يتميز العمل بمشاركته عددا من الأسماء الفنية المعروفة مثل ربيع القاطي، وهدى صدقي، وعبد الحق بلمجاهد، بالإضافة إلى محسن مالزي وآخرين، مما يعكس تنوعا فنيا كبيرا.

مواقف إنسانية:

يعد المسلسل وعدا بمواقف إنسانية مؤثرة ستجذب المشاهد المغربي، حيث تعكس الأحداث رحلات العودة والحنين، وتستعرض التحديات والعلاقات المتشابكة بين الثقافات المختلفة. يظهر “ناس الملاح” كيف يمكن للذكريات والأماكن أن تخلق روابط جديدة بين الأجيال، مما يساهم في تعزيز الهوية المغربية المشتركة.

في النهاية، يقدم محسن مالزي من خلال “ناس الملاح” عملا دراميا ليس مجرد ترفيه، بل هو دعوة للتفكير والتأمل في العلاقات الإنسانية. يساهم المسلسل في إعادة صياغة التاريخ من خلال نظرة جديدة على العلاقات الثقافية والدينية، مما يجعل من “ناس الملاح” تجربة فنية فريدة تلامس قضايا الهوية والانتماء.