1
2
3
في الساحة الفنية والدينية بالمغرب، ظهرت في الأيام الأخيرة حالة من التوتر بين الممثل المعروف طارق البخاري والداعية رضوان بن عبد السلام. تأتي هذه التوترات في سياق ردود الفعل على موضوعات حساسة تشغل بال المواطن المغربي، حيث اتهم كل منهما الآخر بطريقة تحمل العديد من الانتقادات والاتهامات.
جاءت بداية هذه الأزمة عندما نشر الداعية رضوان بن عبد السلام تدوينة دعا فيها المشاهير المغاربة إلى التحدث عن المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي يواجهها الشعب المغربي، بدلا من الانشغال بالسخرية من قرار الحكومة الجزائرية بفرض “الفيزا” على المغاربة. بدوره، لم يفوت طارق البخاري الفرصة للرد على هذا الدعوة، معربا عن استيائه من تركيز بن عبد السلام على المشاهير بدلا من تسليط الضوء على القضايا الحقيقية التي تهم المواطنين.
في منشور عبر حسابه الشخصي على إنستغرام، أشار طارق البخاري إلى أن الداعية رضوان بن عبد السلام يتحدث عن الاختلاسات والفساد بطريقة انتقائية، مطالبا إياه بالتوجه نحو القضايا التي تزعج الشعب، وترك المشاهير في حالهم. وذهب البخاري إلى أبعد من ذلك عندما ذكر أن الداعية يتقاضى مبالغ طائلة، تصل إلى 30 ألف أورو عن خطب للجالية المغربية في المهجر، في حين يتحدث عن الزهد والقناعة.
لم يتأخر رضوان بن عبد السلام في الرد على اتهامات البخاري، مؤكدا أن أعلى أجر تقاضاه في خطبة كانت 100 أورو فقط، وأن أغلب الخطب التي يلقيها تكون مجانية. وتابع أن حديثه عن القناعة لم يكن من قبيل الإدعاء، وإنما كدعوة صادقة، متهما البخاري بتقديم صورة مغلوطة عنه. وأوضح أن رسالة دعوته كانت تحث الناس على التقشف والقناعة، وليس كما تم تصويرها.
هذا الخلاف بين البخاري وبن عبد السلام أثار العديد من التساؤلات في الوسط الفني والديني. حيث انقسم المتابعون بين مؤيد ومناهض لكل منهما، مما أضاف بعدا جديدا للنقاش حول المسؤولية الاجتماعية للفنانين والدعاة في معالجة قضايا الشعب المغربي. يرى البعض أن على المشاهير استخدام منصاتهم لنشر الوعي حول القضايا الحقيقية، بينما يعتبر آخرون أن الدعاة يجب أن يكونوا قدوة في القيم والمبادئ، بعيدا عن الأمور المالية.
هذا النقاش، يتضح أن تبادل الاتهامات بين طارق البخاري ورضوان بن عبد السلام يعكس توترا حقيقيا حول قضايا تتعلق بالمسؤولية الاجتماعية والمهنية. إن هذا الخلاف لا يعكس فقط صراعات شخصية، بل يسلط الضوء على القضايا المجتمعية المهمة التي تحتاج إلى مناقشة جادة وعميقة. في النهاية، يبقى الأمل معقودا على أن تسهم هذه النقاشات في تحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للمغاربة، وأن يعمل الجميع معا من أجل تحقيق التغيير الإيجابي.