شهدت الأسواق المغربية في الآونة الأخيرة انخفاضا ملحوظا في أسعار الدواجن، حيث سجل سعر الكيلوغرام الواحد، في اليوم الأول من شهر شتنبر 2024، ما بين 18 و19 درهما، بعد أن بلغ 25 درهما خلال شهري غشت وشتنبر الماضيين.
1
2
3
أسباب الانخفاض في الأسعار
عزا المهنيون هذا التراجع إلى عدة عوامل، من بينها قلة الطلب الناتجة عن انتهاء فصل الصيف، الذي يتسم عادة بمناسبات عائلية مثل الأعراس، بالإضافة إلى انخفاض الإقبال من قبل المطاعم. كما ساهم انخفاض أسعار الأعلاف، الذي وصل إلى حوالي 20 سنتيما للكيلوغرام، في تخفيف حدة الأسعار.
خالد الرابطي، مسؤول في الفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن، أكد أن هذا الانخفاض كان متوقعا بسبب تراجع الطلب الصيفي. وأوضح أن الأسعار قد ارتفعت إلى 25 درهما خلال فترة الصيف نتيجة لزيادة الطلب الناجمة عن ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء وتزايد الاستهلاك في المناسبات، فضلا عن زيادة تكاليف الأعلاف وقلة المياه التي أدت إلى توقف بعض المربين عن الإنتاج.
تأثير الانخفاض على المربين الصغار
على الجانب الآخر، حذر محمد أعبود، رئيس الجمعية لمربي دجاج اللحم بالمغرب، من أن هذا الانخفاض في الأسعار يلحق خسائر كبيرة بالمربين الصغار، إذ تصل خسائرهم إلى 5 دراهم لكل كيلوغرام. وأشار إلى أن الكتاكيت تم شراؤها قبل 45 يوما بسعر 14 درهما، مما يجبرهم حاليا على البيع بخسارة.
رغم التراجع الطفيف في أسعار الأعلاف، لا يزال الوضع غير مريح للمربين الصغار الذين يعانون من الفارق الكبير بين الأسعار المحلية والعالمية للأعلاف، مما يزيد من تعقيد الوضع.
الحاجة إلى إجراءات لحماية المربين
وتوقع أعبود استمرار هذه الخسائر إذا لم تتخذ إجراءات لحماية المربين الصغار من تقلبات الأسعار، مشيرا إلى أن التكاليف المرتفعة التي يتحملونها تتسبب في خروج العديد منهم من السوق. وطالب بإعادة النظر في سياسات تسعير الأعلاف والكتاكيت، ودعم المربين الصغار لتجنب تفاقم الأزمة.
وأوضح أعبود أن المربين الكبار قادرون على التكيف مع هذه التقلبات بفضل مواردهم الكبيرة وتكاليف الإنتاج المنخفضة، بينما يظل المربون الصغار الأكثر تضررا بسبب ضعف قدرتهم على تحمل الخسائر المتكررة. كما دعا إلى تنظيم سوق الدواجن بشكل يحقق التوازن بين المربين والمستهلكين، مما يضمن استقرار الأسعار وحماية جميع الأطراف المعنية.
الفرصة للمستهلكين وحقوق المربين
في المقابل، يرى خبراء الاقتصاد أن تراجع أسعار الدواجن قد يشكل فرصة للمستهلكين، ولكنه يجب ألا يأتي على حساب المربين الصغار الذين يلعبون دورا مهما في توفير الأمن الغذائي. لذا، من المهم العمل على إيجاد حلول شاملة تحافظ على حقوق المربين وتضمن استمرار القطاع في الإنتاج بطريقة مستدامة.
التوقعات المستقبلية
من المتوقع أن تظل أسعار الدواجن في مستوياتها الحالية خلال الأسابيع المقبلة، مما يثير القلق لدى بعض المهنيين بشأن التأثير السلبي المستمر على الفاعلين الصغار. إن عدم استقرار الأسعار يمكن أن يؤدي إلى مشاكل أكبر في السوق، مما يستدعي اتخاذ خطوات عاجلة لضمان استدامة هذه الصناعة الحيوية.