موقع اناقة مغربية وشهيوات و وصفات حلويات المغربية للمرأة المغربية الحادكة

مجموعة السهام صوت الشارع المغربي وإرث الأغنية الملتزمة


تعتبر مجموعة “السهام” واحدة من أبرز الفرق الغنائية في المغرب، حيث اكتسبت شهرة واسعة منذ انطلاقتها في سبعينيات القرن الماضي. تميزت “السهام” بمساهمتها الفعالة في المشهد الموسيقي المغربي، متنافسة مع فرق شهيرة أخرى مثل “المشاهب”، “ناس الغيوان”، و”جيل جيلالة”. لم يكن ظهورها عابرا؛ بل جاء في زمن حافل بالأحداث السياسية والاجتماعية، مما جعل أغانيها تحمل طابعا خاصا يتفاعل مع هموم الشعب المغربي.

1

2

3

السهام والحراك السياسي
شكلت فترة السبعينيات نقطة تحول في تاريخ المغرب، حيث شهدت البلاد حراكا سياسيا واجتماعيا ملحوظا. في هذا السياق، استطاعت مجموعة “السهام” أن تندمج مع هذا الحراك، فنجحت أغانيها في الوصول إلى قلوب الجماهير، وكانت تعبر عن آمال وآلام الشعب. كانت أغانيها تسمع في التظاهرات السياسية والاجتماعية في مدن مثل الدار البيضاء، الرباط، وفاس، حيث جسدت قضايا الناس وتطلعاتهم.

الأغاني الملتزمة وأثرها في الجامعات
لعبت الجامعات المغربية دورا بارزا في تعزيز مكانة “السهام” كفرقة غنائية ملتزمة. فقد كانت أغاني المجموعة تدرس وتتداول بين الطلاب، مما ساهم في تكريسها ضمن الأجيال الجديدة. لم تكن أغاني “السهام” مجرد ترفيه؛ بل كانت تحمل رسائل عميقة، تثير التفكير وتدفع الشباب للثورة على الذات والمحيط. كانت الأغاني تنبع من روح النضال والتغيير، وهو ما جعلها تلامس قضايا اجتماعية وسياسية حساسة.

الثورات الاجتماعية وخصوصية السهام
تعتبر أغاني مجموعة “السهام” بمثابة شرارة خفية تشعل الرغبة في التغيير لدى المستمعين. فقد كانت قادرة على التعبير عن معاناة الناس وأحاسيسهم بطريقة موسيقية تنقل رسائلهم. لقد ارتبطت الأغاني بشكل عميق بالظواهر الاجتماعية، حيث جعلت من الفن امتدادا لهذه الظواهر. وعندما أصدرت المجموعة ألبومها الجديد “تعيش بلادي” عام 2021، لم يكن الأمر مجرد استعراض للأفكار السياسية؛ بل كان دعوة للتفكير في قضايا الوطن والهوية.

الألبوم الجديد وتأثيره
على الرغم من التحديات التي تواجهها الساحة الفنية المغربية، استطاعت مجموعة “السهام” أن تحافظ على هويتها الفنية. في ألبومها “تعيش بلادي”، حرصت على الاستمرار في تقديم موضوعات اجتماعية وسياسية، لكنها فعلت ذلك بطريقة مبتكرة. لم تتجه مباشرة نحو السياسة، بل تناولت تأثيرها على حياة الفرد وآلامه. هذا النهج يجعلها تتميز عن غيرها من الفرق، حيث تسلط الضوء على تجارب الناس وتفاصيل حياتهم اليومية.

التميز الموسيقي
ما يميز “السهام” أيضا هو انفتاحها على أدوات موسيقية جديدة. في ظل الطوفان الموسيقي العالمي الذي اجتاح الساحة المحلية منذ الثمانينيات، تمكنت المجموعة من الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة. استخدمت آلات وترية إلكترونية تواكب تطورات الأغنية المغربية، مما أضفى طابعا جديدا ومبتكرا على موسيقاها. هذا التوجه يعكس مدى وعي الفرقة بتغيرات الساحة الفنية، واستعدادها لمواكبة هذه التحولات.

إرث السهام وتأثيرها المستمر
في ختام الحديث عن مجموعة “السهام”، لا يمكن إنكار تأثيرها الكبير على الموسيقى المغربية وعلى المجتمع بشكل عام. لقد استطاعت الفرقة أن تعكس قضايا الناس وتحمل أصواتهم إلى الساحة الفنية. ومع استمرارها في تقديم أعمال جديدة، تظل “السهام” رمزا للغناء الملتزم الذي يتفاعل مع هموم الشعب، مما يجعلها جزءا لا يتجزأ من الذاكرة الثقافية المغربية.

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا